بعد تضييق السلطات الخناق..ارتفاع ثمن الحشيش المغربي في أوروبا
انعكس الحصار الذي تضربه السلطات المغربية على حدودها برّا وبحرا بالسلب على شبكات تهريب مخدرا الشيرا من المغرب الى أوروبا، حيث شددت السلطات الأمنية والعسكرية مراقبتها لطول السواحل الشمالية المقابلة للجارة الإسبانية، وكثفت من دورياتها سواء على الشريط الساحلي أو في عرض البحر للحيلولة دون تمكين الزوارق السريعة من تحميل رزم الحشيش ونقلها للضفة الأخرى.
وقد ساهمت الاجراءات المشددة من احباط عدد من العمليات وضبط عشرات الأطنان خلال شهور فقط.
وذكرت مصادر مطلعة، على أن بارونات المخدرات بجهة الشمال، يعيشون أياما صعبة، بعد تضييق الخناق على كل المنافذ التي يتم عبرها تهريب المخدرات لإسبانيا.
وتضيف ذات المصادر، على أن بارونات يخزنون اطنانا من الحشيش في مستودعات وضيعات في البوادي، ويخشون كسادها، في حال تأخروا في ارسالها، وهو ما سيكبدهم خسارة مالية كبيرة.
وحتى ميناء طنجة المتوسط، المتنفس الوحيد لهذه الشبكات الدولية التي تستغل بعض الثغرات والهفوات داخل الميناء ، شهد هو الأخر مراقبة صارمة غير مسبوقة، ترتب عنها حجز عدة شاحنات ومقطورات محملة بعشرات الأطنان من مخدر الشيرا في السنة المنصرمة.
وبسبب هذا الحصار الذي تضربه السلطات المغربية والإسبانية على مهربي المخدرات، ارتفع ثمن الحشيش المغربي بشكل مهول في بعض الدول الأوروبية وصل الى الضعف، حيث وصل سعر الكيلو الواحد في اسبانيا 2000 أورو، وفي فرنسا يترواح بين 2800 و3000 أورو، وهو ما لم يصل اليه هذا السعر منذ سنوات خلت.
وتعد فرنسا أهم مستهلك للحشيش المغربي في اوروبا، حيث تشير الاحصائيات الى أن الشعب الفرنسي يستهلك طنين من الحشيش في اليوم الواحد.
ويرى متتبعون لهذا الملف، بأن تنسيقا وتعاونا أمنيا رفيع المستوى بين المغرب وباقي الدول الأوروبية من بينها اسبانيا وفرنسا وبلجيكا، اسفر عن تكثيف الجهود لضرب هذه الشبكات العابرة للقارات التي تتاجر في المخدرات والسلاح، التي تغولت وبدأت تهدد أمن هذه الدول واقتصاداتها.