رحل امهيدية عن طنجة ولم ترحل انجازاته..

متابعة – هيئة التحرير
أشرف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت يوم أمسٍ الأحد 29 أكتوبر الجاري على حفل تسليم السلط بين الواليين محمد امهيدية ويونس التازي بمقر ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، بحضور كل الشخصيات السياسية والمدنية والأمنية.
وهنّأ وزير الداخلية خلال كلمته، الوالي محمد امهيدية على الثقة المولوية التي يحظى بها من طرف عاهل البلاد الذي عيّنه واليا على رأس أكبر جهة في المملكة، نضير حسّ الوطنية العالية التي يتمتع بها الوالي امهيدية، والمهنية والكفاءة والمرونة التي أبان عنها طيلة مساره كرجل دولة تحمل عدة مسؤوليات، وَدبّر شؤون عدة جهات في المملكة بحِنكةٍ وحكمةٍ تُحسب له.
رحل الوالي امهيدية الذي يصفه من اشتغل بمعيته أو تحت إمرته من مؤسسات مختلفة برجل الميدان، ولا يلج الى مكتبه سوى للضرورة الإدارية، -رحل- عن طنجة تاركا انجازات تتحدث عنه وعن فترة تدبيره لشؤون جهة الشمال.
ولقد حرص الوالي امهيدية منذ أن وطئت قدماه طنجة على تحريك العجلة الإقتصادية والتجارية بالمدينة بعد الركود الذي شهدته في فترة سابقة، ومعالجة ملفات ثقيلة مع إيجاد حلولٍ لها، كما أبان عن علو كعبه في تدبير مرحلة جائحة كورونا بشهادة جميع المتدخلين.
رحل امهيدية ولم ترحل انجازاته، حيث عمل طيلة فترته بعروس الشمال، على تنزيل ومواكبة عدد من البرامج الإقتصادية والإجتماعية الهامة، فضلا عن الإستعداد لإحتضان عدد من التظاهرات الرياضية الدولية الكبرى أخرها شرف تنظيم المغرب لكأس العام بشراكة مع البرتغال واسبانيا، ونظرا للصورة المشرقة التي تشكلها جهة الشمال بفضل المقاربة الملكية السامية لجعلها قطبا اقتصاديا رائدا على مستوى الوطني والدولي، لما تتوفر عليه من مؤهلات اقتصادية تنافس كبرى حواضر العالم، فقد واكب الوالي امهيدية الأوراش التنموية التي اعطى انطلاقتها الملك محمد السادس، حيث حققت جهة طنجة طفرة نوعية في المجال التنموي والإقتصادي والإجتماعي، وأصبحت في وقت قياسي أول قطب في صناعة السيارات، وثاني قطب صناعي على صعيد المملكة، كما أن جهة الشمال تسجل نسبة نمو عالية في المغرب على مستوى مؤشر التنمية البشرية.
وشهدت فترة تدبير الوالي امهيدية، استكمال عدة مشاريع في البرامج السالفة الذكر، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، قصر الثقافة والفنون الذي يعد واحدا من أفضل المنشئات الثقافية والفنية في بلادنا، وإنجاز محطة معالجة الدخان في إطار المقاربة الشاملة لمحاربة التلوث وتطهير السائل، وانطلاق أشغال توسعة ملعب طنجة الكبير ليكون جاهزا في سنة 2025 لإحتضان كأس افريقيا للأمم المقامة ببلادنا، وهي الأشغال التي تسير بوتيرة سريعة، إنجاز برامج تأهيل وتكوين المدينة العتيقة، وإنجاز منطقتين اقتصاديتين جديدتين في كل من منطقة مغوغة ومنطقة طنجة البالية، استكمال بناء وتجهيز المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس الذي دشّنه الملك محمد السادس في شهر مارس الماضي، تأمين الماء الشروب للساكنة طنجة الكبرى والجماعات الأخرى خلال فترة الجفاف التي شهدتها بلادنا خلال السنتين الماضيتين، عبر عبر انجاز عدد من المشاريع المائية، ثم تسريع وتيرة أشغال تهيئة واستكمال النواة الأولية للمشروع الملكي لمدينة الملك محمد السادس “طنجة تيك”.
ولن تنسى ساكنة حي الوردة بمقاطعة بني مكادة التحدي الذي رفعه الوالي امهيدية لتوسيع وتغطية واد حي الوردة الذي كان بمثابة حلم وتحويله الى فضاء ترفيهي ومتنفس للساكنة، بالرغم من الصعوبات التي واجهت السلطات في تنفيذ هذا المشروع الذي لم يتبقى منه إلا جزء يسير ليكتمل، ناهيكم عن توسيع وتغطية واد بوحوت أيضا بنفس تراب المقاطعة، وتجنيب الساكنة عشرات السنين من المعاناة الفيضان في فصل الشتاء والتلوث والروائح الكريهة خلال فصل الصيف.
لقد تحولت المدينة العتيقة بطنجة في عهد الوالي امهيدية الى وجهة سياحية بإمتياز، وصار يتوافد عليها عشرات آلاف الزوار أسبوعيا قادمين من كل بقاع العالم، وهو ما حرّك العجلة التجارية في المدينة العتيقة بعد ركود وأزمة خانقة عاشها مهنيي وحرفيي الصناعة التقليدية والفندقيين والتجار.
الوالي محمد امهيدية كان رجل دولة بإمتياز في مساره المهني، وتحمل مسؤولية ثقيلة خلال تدبيره لشؤون جهة تقع في موقع جغرافي له من الأهمية والعناية الملكية ما لها، وهو مسؤول يتمتع بالحكمة والمرونة، وكثير الإنصات لمشاكل الساكنة مع التفاعل معها وايجاد حلول جذرية وليس ترقيعية، رجل له مواقف صارمة في تطبيق القانون ومحاربة كل أنواع وأشكال الفساد الإداري.
لا يخفى على الجميع الجهد الكبير الذي قدمه الوالي امهيدية في تدبير الشأن المحلي لمدينة طنجة والحرص على سيرورة المرافق الحيوية (قطاع النظافة والإنارة العمومية والبنية التحتية..) بشكل سلس، في ظل التخبط الذي يعيشه المشهد السياسي في المدينة، بفعل التطاحن السياسي بين الأحزاب، وهو وانعكس سلبا على أداء السلطات المنتخبة في ممارسة مهامها واختصاصاتها.
رحل امهيدية عن طنجة وظلت انجازاته حاضرة ولن ترحل معه.