قضية أخريف تجوب العالم ونظام الكابرانات يظهر معدنه الخبيث

بقلم | عصام الطالبي
استغلال النظام الجزائري لحادثة وفاة لاعب اتحاد طنجة غرقا في البحر “عبد اللطيف أخريف”، يُظهر مرة أخرى كيف يمكن أن تتحول الخلافات السياسية إلى تصرفات غير إنسانية تدينها الأخلاق والقيم الإنسانية، فتأخر تسليم جثمان اللاعب وتصرف مريب للسلطات الجزائرية، حوّلا الموقف إلى قضية رأي عام أثارت غضبا واسعا وتعاطفا دوليا مع المغرب.
هذا التصرف أظهر الوجه الحقيقي لنظام الكابرانات، وعدم احترامهم لحرمة الموتى، واستغلال مقيت لحالة إنسانية لأهداف سياسية، وهو أمر يتنافى مع القيم الدينية والأعراف الإنسانية.
العديد من الأصوات الدولية، سواءٌ من الإعلام أو المجتمع الرياضي، أعربت عن تضامنها مع المغرب وشجبت التصرف الجزائري، مؤكدة على ضرورة الفصل بين السياسة والقضايا الإنسانية، الا أن الحقد الدفين الذي يُكنّه نظام تبون لكل ما هو مغربي، جعل جسد اللاعب أخريف إلى حدود كتابة هذه السطور في ثلاجة الموتى بدون دفن دون مراعاة لمشاعر أسرته وذويه.
إن تصاعد التوترات السياسية لا يجب أن يُترجم إلى انتهاكات على المستوى الإنساني، وما حدث يُظهر بوضوح كيف يمكن لمثل هذه التصرفات أن تؤثر سلبا على سمعة النظام الجزائري على الساحة الدولية، وهذه الحادثة تضيف صفحة أخرى إلى السجل الأسود لدولة الجزائر في انتهاكها لمواثيق حقوق الإنسان، لكنها تُبرز في الوقت نفسه تضامن المجتمع الدولي مع القيم الإنسانية ومعاناة الأسر المتضررة من مثل هذه المواقف.
لا يخفى على كل متابع للشأن الإقليمي والدولي، أن قادة دولة الجزائر يستغلون كل حادث لخلق حديث، من أجل إلهاء شعبهم عن المطالبة بأبسط حقوقهم، فبدل تركيز تبون وشنقريحة على تنمية الدولة وتطوير مرافقها ومحاربة الفساد الذي بوّأ الجزائر في أدنى المراتب، يلجئون إلى أساليب بئيسة وقديمة أكل عليها الدهر وشبِع، لا يمكن أن تنطلي حيلها على الأحمق فما بالكم بالإنسان السوي المثقف.
ان اخواننا في الجزائر يجمعنا مع التاريخ والجغرافيا وصلة النسب ورابط الدم والأخوة والمصاهرة، ونحس بالحيف والظلم الذي يتعرضون له على يد كابرانات، يستعملون كل الطرق للحفاظ على مكتسباتهم ومصالحهم الشخصية المتواجدة داخل الجزائر وخارجها.