وفاة طفلة بسبب “الإهمال” بشفشاون يثير موجة غضب ومطالب بفتح تحقيق

أثارت وفاة طفلة في عمر الزهور، مساء أمس الجمعة، تنحدر من جماعة أمتار التابعة لإقليم شفشاون، إثر ابتلاعها لحبة عنب، موجة استياء كبير خلفت ردود فعل غاضبة وسط عدد من النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، متهمين مسؤولي قطاع الصحة بالإقليم بإهمالها.
وكانت الضحية قد تناولت حبة عنب تسببت في اختناقها بعدما علقت على مستوى قصبتها الهوائية بعد أن عجزت عن مضغها، ما أدى إلى نقلها على عجل إلى المركز الصحي لجماعة أمتار، إلا أن الطفلة ظلت ملقات على الأرض خارج المستوصف بعدما وجدت أبوابه موصدة وسط غياب تام للأطر الصحية والتمريضية العاملة فيه لأسباب مجهولة، قبل أن يتم توجيهها لمستوصف الجبهة على متن سيارة الإسعاف، والتي فاقمت من معاناة وآلام الطفلة بعد تآخرها عن الوصول لساعات، ماتسبب في وفاتها قبل وصولها للمستوصف.
مصدر مقرب من الضحية كشف في حديث مع مُباشر، أن الطفلة تعرضت لحادث بسيط كان من الممكن تجاوزه في وقت وجيز في حال تم وضعها تحت المراقبة الطبية، غير أن غياب الأطقم الصحية عن المركز الصحي بجماعة أمتار، تسبب في تدهور الحالة الصحية للضحية، والتي ظلت تنتظر لساعات خارج المستوصف دون أي تدخل، حيث حمل مسؤولية وفاتها لمسؤولي القطاع بالإقليم والقائمين على مستوصف جماعة أمتار متهما إياهم بالإهمال والتقصير.
واعتبر فاعل جمعوي وحقوقي بالمنطقة في حديث مع مُباشر، أن حادث وفاة الطفلة يعري عن واقع القطاع الصحي المزري بالإقليم، وفشل ومحدودية سياسات الوزارة الوصية في معالجة الإشكالات الصحية بالإقليم، نتيجة ضعف التمويل وسوء التدبير والفساد المستشري في القطاع، إضافة إلى غياب المراقبة والتتبع وربط المسؤولية بالكفاءة والمحاسبة، مانتج عنه استمرار تردي الأوضاع بالقطاع الصحي، وتفاقم العجز في توفير خدمات صحية بشكل متكافئ، اجتماعيا ومجاليا لكافة المواطنين، حيث غالبية ساكنة الإقليم إلى التنقل للمدن الكبرى للإستفادة من خدمات صحية جد بسيطة.
هذا، وعبرت ساكنة المنطقة في وقفة احتجاجية نظمتها أمام مست صف جماعة أمتار، عن غضبها الشديد لما آلت إليه أوضاع القطاع الصحي منددين بالإهمال والإستهتار التي أضحى يطالهم من قبل الأطر الصحية، في وقت طالبت مجموعة من الفعاليات بالإقليم، الجهات المعنية بفتح تحقيق عاجل في وفاة الطفلة “ضحية الإهمال” وإتخاذ مايلزم من إجراءات قانونية في حق من ثبت مسؤوليته في الحادث.
وحاول موقع مُباشر، ربط الإتصال بالمسؤول عن قطاع الصحة بإقليم شفشاون، غير أن هاتف المندوب الإقليمي للصحة بالإقليم ظل خارج التغطية.