طائرة مسيرة تحاول تهريب “الحشيش” إلى سجين مغربي في إسبانيا

شهد سجن “بوتافويغوس” بالجزيرة الخضراء في إسبانيا حادثا مثيرا أشبه بمشاهد أفلام هوليوود، بعدما تمكن الحراس من رصد طائرة دون طيار وهي تحاول تهريب كمية من “الحشيش” إلى داخل المؤسسة السجنية.

وقد توقفت الطائرة أمام نافذة زنزانة سجين من أصل مغربي قبل أن تتم مصادرتها، حيث أسفرت عملية التفتيش عن حجز أكثر من 200 غرام من المخدرات. السجين المعني يقضي عقوبة مدتها أربع سنوات وثلاثة أشهر بتهمة القتل وحيازة أسلحة نارية بشكل غير قانوني، وقد جرى وضعه في الحبس الانفرادي عقب الحادث قبل أن يُنقل إلى سجن “إشبيلية 2” وسط إجراءات أمنية مشددة.

وبحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن الحادث لم يكن الأول من نوعه، إذ تم اعتراض ثلاث طائرات مسيّرة أخرى منذ بداية سنة 2025 في سجن الجزيرة الخضراء وحده. وتشير التحقيقات إلى أن هذه العمليات يقف وراءها تنظيم إجرامي منسق يتولى فيه أشخاص خارج أسوار السجن قيادة الطائرات لتوصيل شحنات من المخدرات أو الهواتف المحمولة والشرائح الإلكترونية إلى السجناء المستهدفين.

النقابة المعروفة باسم “أكاايب” حذرت من خطورة هذه الممارسات، معتبرة أن إدخال الهواتف الذكية والمخدرات يساهم في تنامي العنف والابتزاز بين النزلاء، كما يسهّل التواصل مع الخارج لمواصلة أنشطة إجرامية. وأوضحت النقابة أن الموظفين يفتقرون إلى الإمكانيات التقنية واللوجيستية اللازمة لمواجهة ما بات يعرف بـ”الناركودرونات”.

وطالبت النقابة منذ سنوات بوضع خطة وطنية متكاملة للتصدي لهذه الظاهرة، تشمل اعتماد تكنولوجيا متطورة وسن تشريعات خاصة وتكثيف التنسيق بين الأجهزة الأمنية والقضائية.

غير أن غياب إجراءات ملموسة وبطء الاستجابة الرسمية دفعها مؤخرا إلى المطالبة باستقالة الأمين العام للمؤسسات السجنية الإسبانية، محملة إياه مسؤولية تفاقم الوضع وفقدان ثقة الموظفين. الحادث الأخير يعكس حجم التحدي الذي تفرضه الطائرات المسيرة على أمن السجون الإسبانية ويؤكد الحاجة الملحة إلى تحرك عاجل يضع حداً لهذا الخطر المتنامي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى