إسبانيا تعزز وجودها العسكري في سبتة ومليلية والجزر المحتلة

أعلنت هيئة الأركان العامة للدفاع الإسبانية أن سفينة الدورية “فيخيا” انطلقت في مهمة بحرية جديدة تستمر لشهرين، تشمل مياه المحيط الأطلسي ومضيق جبل طارق والبحر الأبيض المتوسط، في إطار ما تصفه مدريد بعمليات “المراقبة والوجود والردع الدائمة” للدفاع عن مناطق تعتبرها ذات أهمية وطنية واستراتيجية.

ووفق ما أورده موقع “elconfidencialdigital.com”، فإن هذه المهمة تندرج ضمن السياسة الدفاعية التي تنتهجها القوات المسلحة الإسبانية لضمان حضور عسكري مستمر في محيط الأراضي والمياه الإقليمية الإسبانية، خصوصاً قرب الجزر والصخور التي يطالب بها المغرب في شمال إفريقيا.

وأوضح المصدر ذاته أن السفينة “فيخيا” ستقوم بالإبحار بالقرب من صخرة الحسيمة وصخرة فيليز دي لا غوميرا وجزر الشفاريناس وجزيرة ألبوران، إضافة إلى خليج الجزيرة الخضراء والمناطق الساحلية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، في خطوة تُظهر رغبة مدريد في تأكيد سيادتها على هذه المناطق وإبراز جاهزيتها العسكرية.

وأشار الموقع إلى أن عمليات “الوجود والمراقبة والردع” تشكل بالنسبة لإسبانيا أداة أساسية للحفاظ على السيطرة والمراقبة البحرية، من خلال الكشف المبكر عن أي “تهديدات محتملة” وضمان الاستجابة السريعة لأي طارئ، في رسالة غير مباشرة يُمكن قراءتها كتحذير موجه إلى المغرب في ظل الخلافات القائمة حول بعض الجزر والمياه المجاورة.

وسبق أن شهدت دوريات مشابهة رصد تحركات مغربية، أبرزها إقامة أقفاص لمزارع سمكية بالقرب من جزر الشفاريناس، وهو ما اعتبرته مدريد آنذاك “خرقاً للمياه الإسبانية”، بينما أكد المغرب أن تلك الأنشطة تقع داخل مجاله البحري السيادي.

وتضم السفينة “فيخيا” طاقماً مكوناً من 47 فرداً، وتتمثل مهمتها الأساسية في حماية المصالح الوطنية الإسبانية ضمن المناطق البحرية الخاضعة للسيادة، مع تركيز خاص على البحر الإقليمي والمنطقة الاقتصادية الخالصة. وتُكلف السفينة كذلك بمراقبة الأنشطة غير القانونية، واعتراض السفن المشبوهة وتفتيشها، ودعم الوكالات الحكومية في مكافحة الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، إلى جانب مهام الإنقاذ والمساعدة في البحر.

أما من الناحية التقنية، فالسفينة مزودة بترسانة متنوعة من الأسلحة تشمل مدفعاً من عيار 3″/50، ورشاشات براوننج، ومدافع “سنتينل” عيار 30 ملم، ورشاشات من طراز MG-42، فضلاً عن أسلحة خفيفة أخرى. كما تمتلك القدرة على استقبال طائرات مروحية متوسطة الحجم، ما يمنحها مرونة عملياتية عالية في مهام المراقبة والدعم الجوي البحري.

وتأتي هذه المهمة الجديدة في سياق تصاعد الحضور العسكري الإسباني في المياه القريبة من شمال المغرب، وسط توترات مستمرة بين الرباط ومدريد حول قضايا السيادة البحرية والحدود الإقليمية، في وقت تسعى فيه الجارتان إلى الحفاظ على توازن دبلوماسي دقيق رغم الخلافات التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى