لافروف وبوريطة يوقعان اتفاقا جديدا لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين موسكو والرباط

متابعة – زكرياء نايت
في خطوة دبلوماسية تعكس متانة العلاقات بين الرباط وموسكو، وقع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، يومه الأربعاء بالعاصمة الروسية موسكو، مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة عمل مشتركة بين وزارتي الخارجية في البلدين، تهدف إلى تعزيز الحوار السياسي والتعاون الثنائي على مختلف المستويات.
إطار مؤسساتي لتعزيز الشراكة
وتأتي هذه الخطوة في سياق سعي البلدين إلى تأسيس آلية مؤسساتية دائمة تعنى بتقييم حصيلة التعاون القائم واقتراح برامج جديدة ذات أبعاد اقتصادية وثقافية وعلمية.
وستُكلَّف لجنة العمل الجديدة بمتابعة تنفيذ الاتفاقيات السابقة وتنسيق الجهود بين القطاعات المعنية في البلدين من أجل إعطاء زخم أقوى للعلاقات المغربية الروسية.
وأشار لافروف في تصريح عقب اللقاء إلى أن إنشاء هذه اللجنة يعكس “الرغبة المشتركة في رفع مستوى التنسيق السياسي وتطوير التعاون العملي في مجالات متعددة”، مبرزا أن موسكو “تقدّر مواقف الرباط المتوازنة إزاء القضايا الدولية الراهنة، وفي مقدمتها الأزمة الأوكرانية”.
من جانبه، أكد ناصر بوريطة أن هذه المذكرة “تمثل محطة جديدة في مسار العلاقات بين المغرب وروسيا، إذ توفر إطاراً عملياً لتبادل الرؤى وتنسيق المواقف حول الملفات الإقليمية والدولية، فضلاً عن تطوير مشاريع ملموسة في الاقتصاد والاستثمار والثقافة والتعليم”.
نحو تعاون اقتصادي وتجاري أوسع
وبحسب ما أفاد به بيان وزارة الخارجية الروسية، فقد اتفق الطرفان على تكثيف المبادلات التجارية والاستثمارات الثنائية، مع التركيز على قطاعات الطاقات، الفلاحة، النقل والسياحة.
كما تم التأكيد على أهمية تشجيع التواصل المباشر بين رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية في البلدين، وتسهيل المساطر الجمركية واللوجستية ذات الصلة.
تنسيق سياسي وتفاهم حول القضايا الإقليمية
اللقاء بين لافروف وبوريطة تناول أيضا عددا من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مستجدات الوضع في الشرق الأوسط والساحل الإفريقي، إضافة إلى ملف الصحراء المغربية.
وقد عبّر الجانبان عن توافقهما على أهمية الحوار والدبلوماسية كسبيل لحل النزاعات، واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية.
كما نقل بوريطة خلال اللقاء تحيات جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدا حرص المملكة على مواصلة العمل المشترك لتعزيز الاستقرار والتنمية في الفضاء الأوراسي والإفريقي على حد سواء.



