إسبانيا تثير الجدل بسحب علمها من جزيرتين محتلتين قبالة سواحل الحسيمة

في خطوة أثارت جدلا واسعا، قامت وزارة الدفاع الإسبانية بسحب العلم الإسباني من جزيرتي “إيسلوتي دي تييرا” و”إيسلوتي دي مار” (البر والبحر)، الصخريتين غير المأهولتين والواقعتين قبالة سواحل مدينة الحسيمة، دون تقديم أي توضيح بشأن خلفيات هذا القرار المفاجئ.

ووفقاً لما أوردته صحيفة “La Razón” الإسبانية، فإن العلم الإسباني كان مرفوعا على سارية فوق الجزيرتين منذ أزيد من عقود، في إشارة إلى السيادة الإسبانية التي تعود إلى القرن التاسع عشر، رغم الطابع الرمزي والعسكري البسيط لهذين الثغرين الصغيرين، حيث تعد هاتان الجزيرتان جزءا من ما يعرف بـ”الجزر المحتلة” أو “الثغور الصغرى”، إلى جانب جزيرة باديس وصخرة الحسيمة، التي تشكل جميعها نقاطا حساسة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا.

عملية إزالة العلم التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، أثارت تساؤلات داخل الأوساط السياسية والإعلامية في إسبانيا، خاصة في ظل غياب أي تبرير رسمي من وزارة الدفاع أو الحكومة المركزية. وقد اعتبر عدد من المراقبين أن هذه الخطوة قد تحمل بعدا سياسيا في اتجاه تخفيف حدة التوتر مع المغرب، خصوصا بعد توترات متكررة بين البلدين بشأن ملفات الهجرة غير النظامية، والحدود البحرية، وملف الصحراء المغربية.

في المقابل، يرى آخرون أن هذه الخطوة قد تكون إدارية بحتة ولا تعكس بالضرورة تحولا جذريا في موقف مدريد من هذه الأراضي المتنازع عليها، خاصة في ظل استمرار وجود عسكري رمزي على بعض هذه الجزر.

جدير بالذكر أن الجزيرتين اللتين تم سحب العلم منهما، لا تتعدى مساحتهما بضع مئات من الأمتار، إلا أنهما تحظيان بأهمية رمزية في سياق ما تسميه الرباط بـ”استكمال السيادة الوطنية”، بينما ترى فيهما مدريد مواقع حدودية خاضعة لسيادتها.

ويبقى الغموض سيد الموقف في انتظار توضيحات رسمية قد تضع حدا للتأويلات، خاصة وأن أي تغيير في وضع هذه الجزر قد تكون له انعكاسات دبلوماسية بين الرباط ومدريد في منطقة تتسم أصلا بحساسية جيوسياسية كبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى