العرائش تتجرع الإهمال والتهميش والساكنة تطالب بإيقاظ العامل من سباته

متابعة – حاتم الطالبي

يطلق عليها جوهرة المحيط بهذا اللقب تغنى الأدباء بمدينة العرائش، مدينة تغريك من النظرة الأولى، تلك البنيات الشاهدة على الماضي والحاضر، تدفعك للغوص في حبها حتى النخاع، النمط المعماري الأندلسي يشد بيديك ويجر قلبك إليها جرا، مدينة تجمع الماضي والحاضر وتقدم إليك إشراقة فنية للمستقبل.. ولكن هل بالفعل هذه هي حقيقة المدينة؟ أم أن كونها مهد الأدباء جعلها ترتدي ثوب العروس في مراسيم جنازة؟

لكشف حقيقة هذا السؤال انطلق موقع مُباشر إلى المدينة والفضول يغمره حول الجواب عن السؤال الفاصل بين واقع معايش وخيال مبتدع. كانت المحطة الأولى شارع الحسن الثاني الواقع بذات المدينة وكشف وحده لـ مُباشر آلام جوهرة المحيط وأسمعه صراخها الفظيع، وعرى عنها ثوب الزيف ذاك، إذ كان أول من يستقبل الموقع في المدينة المكلومة، رائحة كريهة يضج بها الشارع طولا وعرضا، غربا وشرقا.

الفضول وحب كشف الحقيقة دفع الطاقم للاختلاط بالساكنة وكشف تصريح من أحد سكان الحي أن مصدر الرائحة هو اختيار بائعي الأسماك أرصفة الشارع لتسويق سلعهم، وهو الأمر الذي يخلف حالة من الزحمة والفوضى في الشارع مضيفا أن هناك سوق سمك قريب غير أنهم لا يستخدمونه ويفضلون هذا المكان، غير مبالين بأضراره الجسيمة على الساكنة، كما فصح المتحدث عن فوضى الباعة المتجولين الذين يكتسحون بدورهم كل شبر متاح في الشارع.

وإجابة عن سؤال طرحه مُباشر على المتحدث ذاته فيما يتعلق بدور السلطات في تنظيف المدينة من هذه الهمجية والعبثية قال: تقبع قوات المساعدة في نهاية الشارع طوال النهار دون أي تدخل منهم، وكأن الأمور على خير ما يرام، وأردف أن هناك علاقات مشبوهة بين الباعة المتجولين والسلطات وأن الأمر يطرح أكثر من علامة استفهام.

وهنا يظهر للعيان أن تدخلات عامل إقليم العرائش لإنقاذ المدينة غائبة تماما وأنها لا تخرج عن كونها حبر على ورق لأن المدينة حسب شهادة سكانها لم تشهد أي تدخل إيجابي منه، وأنه حصر مهامه في استنزاف المدينة من خيراتها لصالحه وللمحيطين به.. مرتزقة يسترزقون بالوطنية.

وفي نفس السياق عبر متحدث آخر أن الساكنة تعاني، وأرهق كاهلها كثرة الوعود الزائفة من المسؤولين، لأن الوضع لا يتغير وليس في طريق التغيير، ميزانية ضخمة تدخل كل سنة لضخ دماء جديدة في المدينة، ولا يرى لها أي أثر في أرض الواقع، وصرخ بعبارة بدت أنها تحرقه من الداخل “الفساد كيجري لهم في الدم”.

وختم المتحدث كلامه وهو يطلب بحرقة مواطن غيور على مدينته من العاهل المغربي أن ينظر إلى هذه المدينة وأن تشملها رعايته السامية بالمملكة قاطبة لأنها بالفعل جوهرة تفتقر فقط إلى لمسة حنونة تزيل الغبار عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى