تمرد قدامى البرلمانيين يهدد بإفشال مشروع تجديد النخب

متابعة | هيئة التحرير
الحياة السياسية بالمغرب مقبلة على منعطف مثير مع اقتراب الاستحقاقات التشريعية والجماعية والمهنية، إذ يلوح في الأفق صراع داخلي بين القيادات الحزبية ووجوه انتخابية متمرسة اعتادت الظفر بالمقاعد لعقود.
فعلى الرغم من الدعوات المتكررة لتجديد النخب وضخ دماء جديدة في المؤسسات المنتخبة، يصر العديد من الوجوه القديمة على العودة من جديد، معتبرين أن حضورهم الميداني، وما ارتبط به من مشاريع ووعود محلية، يكفي لتبرير استمرارهم في الواجهة، غير أن هذه المشاريع في جزء كبير منها لا علاقة لها بالعمل البرلماني، الذي يفترض أن يركز على التشريع ومراقبة العمل الحكومي، أكثر من الانشغال بمهام الجماعات الترابية.
التداخل بين أدوار المنتخبين في البرلمان والجماعات المحلية خلق وضعا مرتبكا، حيث أصبح الناخب يرى في البرلماني وسيطا مباشرا للحصول على خدمات أو إصلاحات محلية، بينما يروج هؤلاء البرلمانيون لأنفسهم كفاعلين في التنمية اليومية، في وقت يظل دورهم الحقيقي مرتبطا بمناقشة القوانين والسياسات العمومية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، يزداد التوتر داخل التنظيمات السياسية بين قيادات ترغب في تجديد 70 في المائة من الأسماء، ووجوه متمسكة بمقاعدها، بل ومستعدة للجوء إلى الترحال السياسي أو البحث عن تزكيات بديلة للبقاء في المشهد. هذا الوضع ينبئ بمعركة مفتوحة على التزكيات قد تعيد إنتاج نفس الخريطة البشرية، وتؤجل مجددا طموح تجديد النخب السياسية.



