توقيف مسافر مغربي تخلى عن ابنه القاصر بمطار إسباني

أوقفت الشرطة الإسبانية بمطار غران كناريا، مواطنا مغربيا كان يستعد للسفر على متن رحلة جوية متجهة إلى مدينة مراكش، وذلك على خلفية تخليه المتعمد عن ابنه القاصر فوق التراب الإسباني.

ووفق المعطيات المتوفرة، فقد وصل المعني بالأمر إلى الجزيرة رفقة ابنه البالغ من العمر عشر سنوات قبل أيام قليلة، وتمكنا من عبور المراقبة الحدودية بشكل عادي. غير أن الأب أقدم لاحقا على ترك الطفل بمدينة تيلدي، دون إشعار أي جهة رسمية، في تصرف وصف من قبل السلطات المختصة بالإهمال الجنائي الخطير.

وأظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة تحركات الأب رفقة الطفل داخل المطار، كما رصدت وجود شخص ثالث يُشتبه في تورطه بتسهيل هذه العملية.

وبعد مرور حوالي أربع وعشرين ساعة، عثرت مصالح الصليب الأحمر على الطفل داخل أحد مقراتها بمدينة تيلدي، حيث أفاد خلال الاستماع إليه بأن والده سحب منه وثائقه الشخصية وطلب منه البقاء في المكان إلى حين عودته.

وكشفت التحقيقات الأولية أن الواقعة لم تكن عفوية، بل تتعلق بمحاولة متعمدة للتخلي عن القاصر وتركه تحت مسؤولية السلطات الإسبانية، في أسلوب جديد يندرج ضمن ظاهرة تهجير البشر بطرق غير تقليدية.

وأعادت هذه القضية تسليط الضوء على تنامي ظاهرة التخلي عن القاصرين غير المرفوقين عبر الرحلات الجوية النظامية نحو جزر الكناري، حيث باتت هذه الفئة تشكل ضغطا متزايدا على مراكز الإيواء والخدمات الاجتماعية، في ظل محدودية الإمكانيات وتزايد عدد الحالات المسجلة خلال الأشهر الأخيرة.

وعلى ضوء خطورة الأفعال المنسوبة إليه، أوقفت السلطات الأمنية الأب لحظات قبل إقلاع الطائرة، ليتم تقديمه أمام القضاء الذي قرر إيداعه السجن الاحتياطي دون كفالة، تحسبا لاحتمال الفرار وضمانا لسير التحقيق.

في المقابل، جرى وضع الطفل تحت رعاية النيابة المختصة والخدمات الاجتماعية، في انتظار البت في وضعه القانوني، في قضية أعادت طرح أسئلة عميقة حول الثغرات الإنسانية والأمنية التي تستغل في هذا النوع من السلوكيات الخطيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى