دراسة تحذر من انتشار “البوفا” بالمغرب وتنبه لضعف الإطار القانوني لمواجهتها

حذر المرصد الوطني للإجرام من الارتفاع المقلق لمخدر “البوفا” المحلي الصنع، المعروف باسم “كوكايين الفقراء”، خلال الفترة بين 2022 و2024، مما يستدعي تدخلا عاجلا لمواجهة هذا الخطر المتنامي على الصحة العامة.
وكشفت دراسة للمرصد بعنوان”مخدر البوفا في المغرب: تحليل الاتجاهات والاستجابات الاستراتيجية” عن تعامل المصالح الأمنية مع 878 قضية مرتبطة بالمخدر بين 2022 و2024، أسفرت عن توقيف 1044 شخصا في هذه القضايا ومصادرة أكثر من 18 كيلوغراما من المادة، فضلا عن تسجيل 3 حالات وفاة مؤكدة بسبب الاستهلاك.
تشير الأرقام إلى تطور مطرد للظاهرة، إذ ارتفعت كميات المخدر المحجوزة من 493 غراما سنة 2022 إلى 8014 غراما سنة 2023، ثم إلى 9697 غراما سنة 2024، كما تطور عدد الموقوفين من 92 شخصا سنة 2022 إلى 482 موقوفا سنة 2023، ثم 470 موقوفا سنة 2024
وفي هذا الصدد حدد المرصد أربع فئات من التحديات، تتمثل الأولى في التحديات التشريعية والتنظيمية، حيث تظهر الحاجة إلى تحديث ظهير 21 ماي 1974 ليتلاءم مع خصوصيات المخدرات الجديدة.
أما الفئة الثانية فتتعلق بالتحديات المؤسساتية، حيث شدد المرصد على ضرورة تعزيز التنسيق بين القطاعات والمؤسسات المعنية، مع توضيح صلاحيات اللجنة الوطنية للمخدرات لضمان فعالية الاستجابة المؤسساتية الموحدة.
وتشمل الفئة الثالثة التحديات التقنية والعلمية، والمتمثلة في صعوبة الكشف المخبري للتركيبات المتغيرة لمخدر “البوفا”، مما يتطلب تطوير قدرات الإنذار المبكر وتكييف البروتوكولات العلاجية مع طبيعة هذه المواد الاصطناعية.
في حين تبرز الفئة الرابعة من التحديات على المستوى الاجتماعي والثقافي، وتشمل مسألة الوصم الاجتماعي للمدمنين وضعف التوعية العامة بمخاطر هذه المواد الجديدة، إلى جانب صعوبات إعادة الإدماج الاجتماعي والمهني للمتعافين من الإدمان.



