شاب مهمل في مستشفى محمد الخامس بطنجة..والإدارة غارقة في اللامبالاة

متابعة | هيئة التحرير
في طنجة، يبدو أن الألم لم يعد فقط في الجرح، بل في الإهمال نفسه، شاب يتلوى من شدة الوجع منذ ليلة السبت بعد حادثة سير مروعة، أصيبت فيها ساقه اليمنى بكسور خطيرة تحتاج الى عملية جراحية عاجلة، لكنه ما زال إلى حدود كتابة هذه الأسطر ينتظر “الطبيب المختص” الذي لم يأت، في مستشفى محمد الخامس الذي صار رمزا للفوضى واللامسؤولية.
عائلة الضحية أكدت لموقع مٌباشر أن ابنها يعاني منذ ساعات طويلة دون أي تدخل طبي جدي، بينما يطلب منها شراء المسكنات والحقن والمستلزمات من خارج المستشفى، وكأن هذا المرفق العمومي لم يعد سوى واجهة بلا مضمون.
كيف يعقل أن يترك شاب مصاب بكسر خطير، مهدد بتعفن رجله وربما بترها، دون معاينة طبيب مختص؟ أين الأطر؟ أين الإدارة؟ وأين المندوبية الجهوية للصحة التي تغرق في البلاغات والتبريرات بينما الواقع ينزف؟
والأدهى من ذلك أن أسرة الشاب، رغم ضيق ذات اليد وقلة الإمكانيات، حاولت نقله إلى مصحة خاصة لإنقاذه من الألم والخطر، بعدما فقدت الأمل في تدخل طبي داخل المستشفى، لكن إدارة محمد الخامس رفضت السماح بخروجه، لا هي قدّمت له العلاج اللازم، ولا هي سمحت له بالبحث عن فرصة نجاة في مكان آخر، في مشهد يجسد قمة العبث والاستهتار بالحق في الحياة.
مستشفى محمد الخامس لم يعد مجرد بناية صحية، بل مؤشرا على انهيار أخلاقي وإداري في المنظومة الصحية بطنجة، هذا المستشفى نفسه الذي فتحت فيه الفرقة الوطنية تحقيقات حول تبديد المال العام والفساد الإداري، ما زال يعاني من نفس الأعراض: غياب المحاسبة، سوء التسيير، واحتقار المواطن البسيط.
أما السيد وزير الصحة، الذي كان مبرمجا أن يزور المستشفى قريبا، فليأتي لا لقص الشريط والتقاط الصور، بل ليرى بعينيه كيف ينام المرضى على الألم، وكيف تقبر الإنسانية في ممرات محمد الخامس.



