صرخة تلاميذ دوار امزيزو بوزان: طريق كارثية ومدرسة متهالكة

يعيش أطفال دوار أمزيزو بجماعة أسجن في إقليم وزان واقعا تعليميا صعبا، إذ تحول الطريق الوحيد المؤدي إلى مدرستهم الابتدائية إلى متاهة من الحفر وبرك من الوحل مع أولى التساقطات المطرية، مما يجعل رحلتهم اليومية إلى مقاعد الدراسة مغامرة محفوفة بالمخاطر.

وتكشف الصور المتداولة مشاهد مؤلمة لأقدام صغيرة تغوص في الطين، وملابس ملطخة بالوحل، وأجساد ترتجف من برودة الطقس، في مشهد يعكس بوضوح قسوة الظروف التي يعاني منها التلاميذ في المناطق القروية.

ويشير أولياء الأمور بقلق إلى أن الوقت الذي يستهلكه الأطفال في مواجهة أهوال الطريق غالبا ما يتجاوز وقت حضورهم في الفصول الدراسية، وهو ما ينعكس سلبا على مستواهم التعليمي ويُضعف قدرتهم على متابعة الدروس بانتظام.

ولا تتوقف المعاناة عند عتبة المدرسة، بل تمتد إلى داخلها، حيث تعاني مؤسسة أمزيزو الابتدائية من إهمال واضح. جدران مشققة، وأسقف متضررة بفعل العوامل الطبيعية، تحولت معها المدرسة إلى فضاء غير آمن وغير لائق لاستقبال التلاميذ، كما يؤكد السكان وتوثقه الصور.

ويؤكد المتحدثون أن هذا الوضع المأساوي يستمر منذ سنوات دون أي تحرك جاد لإصلاحه، مما أدى إلى تفاقم ظاهرة الغياب المتكرر عن المدرسة، في انتهاك صارخ للحق الدستوري في التعليم.

وفي نداء استغاثة عاجل، يطالب أهالي المنطقة السلطات المحلية والإقليمية بالتدخل العاجل لإنقاذ مستقبل أبنائهم، عبر إصلاح الطريق المؤدي إلى المدرسة وإعادة تأهيل البنية التحتية للمؤسسة التعليمية، مؤكدين أن “أي نهوض حقيقي بالتعليم في الوسط القروي يبدأ من توفير بنية تحتية لائقة، تتصدرها طرق آمنة ومدارس صالحة تحفظ كرامة التلاميذ وتضمن لهم حقهم في تعليم لائق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى