طنجة تتحول إلى ورش مفتوح: تعبئة غير مسبوقة للاستثمار والبناء استعدادا للاستحقاقات الدولية

متابعة | هيئة التحرير
تشهد مدينة طنجة في الآونة الأخيرة دينامية استثنائية في قطاع البناء والعقار والاستثمار، في ظل تزايد وتيرة الأشغال التي تطال مختلف الأحياء والمناطق، ووفق مصادر متطابقة، فإن تنسيقا محكما يجري بين مختلف المتدخلين، وعلى رأسهم المصالح الولائية، الوكالة الحضرية، المركز الجهوي للاستثمار، وجماعة طنجة، وذلك تنفيذا لتوجيهات والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي.
ويأتي هذا التحرك في سياق الاستعدادات الجارية لاحتضان المدينة لعدد من التظاهرات الرياضية الكبرى، على رأسها نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، مما تطلب تسريع وتيرة إنجاز مشاريع البنية التحتية، سواء الطرقية أو الخدماتية أو التهيئة الحضرية الشاملة.
وحسب مصدر خاص، فإن والي الجهة يشتغل بـ”وتيرة صينية“، في إشارة إلى السرعة والصرامة في التنفيذ، حيث يقود اجتماعات يومية لمتابعة مختلف الأوراش المفتوحة، ويحث على تجاوز كل العراقيل الإدارية والتقنية لتسليم المشاريع في الآجال المحددة.
ويُسجَّل أيضا إقبال لافت للمستثمرين المحليين والدوليين على المدينة، مستفيدين من التسهيلات التي يتيحها المركز الجهوي للاستثمار، ومن انخراط باقي المؤسسات في رؤية شاملة تهدف إلى جعل طنجة مدينة مستقبلية بمواصفات دولية، سواء من حيث التخطيط العمراني أو جودة الخدمات.
وتماشيا مع التوجه العام الرامي إلى تشجيع الاستثمار المنتج، أصدر والي الجهة يونس التازي تعليمات صارمة بضرورة التعامل بمرونة وإيجابية مع المشاريع الاستثمارية الجادة التي تعود بالنفع على المدينة وساكنتها، خاصة تلك التي تساهم في خلق فرص الشغل وتحسين العرض العقاري والخدماتي.
وفي هذا الإطار، يضطلع قسم التعمير بولاية الجهة بدور محوري، حيث يشتغل بدينامية كبيرة ويحرص على تسريع مساطر الترخيص والتأشير على كل مشروع مستوف للشروط القانونية، مع الحرص في الوقت نفسه على فرض الصرامة في زجر أي خروقات أو مخالفات تمس بضوابط البناء والتعمير.
هذا التوازن بين التشجيع والتقنين بات يشكل رافعة حقيقية لخلق مناخ استثماري تنافسي يراعي القانون دون أن يكون عائقا أمام التطوير والتنمية.
وتمثل هذه الدينامية إشارة واضحة إلى التغيير العميق الذي تعرفه طنجة، وتحولها إلى ورش مفتوح يكرّس موقعها كقطب اقتصادي وسياحي بارز على الصعيدين الوطني والدولي.



