في سابقة..بلدية إسبانية تقرر منع شعائر رمضان واحتفالات المسلمين بالعيد

وافق مجلس بلدية “خوميّا” (Jumilla)، الواقعة في إقليم مورسيا بجنوب شرق إسبانيا، على قرار يمنع تنظيم احتفالات رمضان وعيد الأضحى في الفضاءات العامة، في خطوة اعتبرت الأولى من نوعها على صعيد البلاد، وأثارت جدلا واسعا بشأن الحريات الدينية وحقوق الأقليات.
وصوت أغلب أعضاء المجلس لصالح القرار، الذي جاء بمقترح من ممثل حزب “فوكس” اليميني المتطرف خلال جلسة انعقدت يوم 28 يوليوز الجاري، وذلك بحجة “الدفاع عن التقاليد الإسبانية”.
وينص القرار على منع استخدام المنشآت الرياضية البلدية في أنشطة دينية أو ثقافية أو اجتماعية “لا تنتمي لهويتنا”، ما لم تكن من تنظيم رسمي للمجلس البلدي.
ورغم أن المدينة تضم قرابة 1,500 شخص من أصول دول ذات غالبية مسلمة، أي ما يعادل 7.5% من عدد سكانها البالغ نحو 27,300 نسمة، فإن القرار يستهدف بشكل مباشر احتفالات الجالية الإسلامية، وخاصة صلاتي العيدين التي كانت تقام سابقا في فضاءات مفتوحة بإذن من السلطات.
وقد أعلن حزب “فوكس” أن القرار يمثل “انتصارا تاريخيا”، حيث نشر على حساباته الرسمية أن “خوميا تصنع التاريخ. بفضل فوكس، تمت المصادقة على أول قرار يمنع الاحتفالات الإسلامية في الفضاءات العامة. إسبانيا كانت وستظل دائمًا أرضا للجذور المسيحية”.
ويأتي هذا القرار رغم التزام الدولة الإسبانية باتفاقيات موقعة مع اللجنة الإسلامية في إسبانيا، تضمن حق المسلمين في ممارسة شعائرهم، كما أنه يثير تساؤلات قانونية حول مدى احترامه للدستور الإسباني الذي ينص على حرية العبادة والمساواة بين المواطنين.
ويحكم بلدية “خوميّا” حاليا الحزب الشعبي اليميني منفردا بعد فوزه بعشرة مقاعد في انتخابات 2023، فيما يشغل “فوكس” مقعدا واحدا، مقابل تسعة مقاعد للحزب الاشتراكي ومقعد لتحالف اليسار.
وقد أثار القرار مخاوف من تمدده إلى بلديات أخرى، في سياق تشهد فيه إسبانيا تنامي الخطاب السياسي المعادي للمهاجرين والمسلمين، ما قد ينذر بمزيد من التوترات في البلاد.



