من يحارب والي جهة طنجة يونس التازي؟ ومن يروج بقرب رحيله؟

متابعة | ياسر الصيباري
منذ تعيينه واليا على جهة طنجة تطوان الحسيمة، فرض يونس التازي أسلوبا جديدا في تدبير شؤون المدينة، مبتعدا عن التقاليد التي اعتادها رجال السياسة والمال والأعمال والعقار في علاقتهم بالمسؤولين الجدد، لم يعقد لقاءات بروتوكولية معهم فور توليه المنصب، بل فضل التريث وجمع المعطيات الضرورية حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني للجهة، مما أثار تساؤلات وشكوكا لدى بعض الفاعلين السياسيين الذين يظنون أنهم “مْوالين الشي” لانتمائهم للحزب المحبوب من طرف المغاربة (تعبير مجازي) حيث كانوا يتطلعون إلى نسج علاقات سريعة معه، لكن الوالي كان أذكى.
هذا النهج لم يرقَ للبعض، خاصة بعض المنتخبين الذين اعتادوا طرق الأبواب الخلفية للوصول إلى مواقع النفوذ، ومع تأكدهم من أن الوالي الجديد لا يعير اهتماما كبيرا للوساطات أو العلاقات الشخصية في اتخاذ قراراته، بدأوا في تحركات مضادة، مستخدمين السياسة والرياضة وسيلة للضغط والتأثير، حاولوا خلق “بلبلة” في المدينة، في محاولة للفت انتباه الوالي وإثبات أنهم ما زالوا ممسكين بمفاتيح اللعبة (نعمة العقل شي حاجة كبيرة).
غير أن يونس التازي، المعروف بخبرته في تدبير الشأن العام، لم ينخرط في هذه المناورات، مستمرا في عمله وفق أجندة واضحة تركز على المشاريع التنموية الكبرى، بعيدا عن المساومات والمصالح الضيقة، أمام هذا الواقع، لجأ خصومه إلى تسريبات في الصالونات (المقاهي) السياسية تتحدث عن قرب رحيله، مروجين لشائعات عن تعثر المشاريع أو غضب جهات عليا عليه، رغم أن وتيرة العمل بالمدينة تشهد تسارعا ملحوظا في العديد من الأوراش.
بهذا الأسلوب، يبدو أن الوالي التازي يضع أسسا جديدة للتدبير، مبنية على العمل المؤسساتي لا على المصالح الشخصية، في خطوة قد تعيد رسم معالم المشهد السياسي والإداري بالجهة خلال المرحلة المقبلة.
الى حلقة أخرى من فصول المؤامرة ضد الوالي من طرف منتخبي الحزب المعلوم..



