اختناق مروري في شوارع طنجة..بين سوء التخطيط والحلول المؤقتة

متابعة | هيئة التحرير

تعاني مدينة طنجة، التي تعتبر من أبرز المراكز الحضرية والاقتصادية في المغرب، من اختناق مروري حادّ بات يشكل عبئا يوميا على سكانها وزوارها، ورغم المشاريع التنموية الكبرى التي شهدتها المدينة خلال السنوات الأخيرة، فإن البنية التحتية الطرقية لم تستطع مواكبة وتيرة النمو السريع، مما أدّى إلى تفاقم أزمة حركة السير، خاصة في المحاور الرئيسية.

وفي محاولة لتنظيم حركة المرور، لجأت السلطات المحلية والمنتخبة إلى تثبيت إشارات ضوئية في بعض المحاور المزدحمة، بهدف تحسين تدفق السيارات وضمان سلامة المارّة، إلا أن هذه الخطوة، بدلا من أن تكون حلاّ  أصبحت مصدرا جديدا للأزمة.

فالإشارات الضوئية في ظل البنية التحتية المحدودة والغياب الواضح للتخطيط الاستراتيجي، تسببت في ازدحامات خانقة صباح اليوم الاثنين، ما أغضب الطنجاويين الذين تداولوا صور للبلوكاج المروري في منصات التواصل الاجتماعي، الذي أصاب أغلب شوارع طنجة خاصة في ساعات الذروة.

يقول أحد سكان طنجة في اتصال مع مٌباشر: “الإشارات الضوئية زادت من تعقيد الوضع، خصوصا في المحاور التي لم تُعدّ بالشكل المناسب لاستيعاب أعداد السيارات المتزايدة”.

إن من أسباب تفاقم أزمة الاختناق المروري في مدينة طنجة، التوسع العمراني السريع، حيث شهدت طنجة طفرة عمرانية كبيرة، مع إنشاء أحياء جديدة دون تطوير متوازن للبنية التحتية الطرقية، كما أن تزايد الاعتماد على السيارات الخاصة مع غياب بدائل نقل فعالة، مثل النقل الجماعي الحديث، زاد من تفاقم الوضع.

كما عمّق غياب الطرق البديلة في المدينة من أزمة “لبلوكاج”، إذ يفتقر وسط المدينة والمناطق الحيوية إلى طرق دائرية أو مسالك مخصصة لتخفيف الضغط.

وانتقد العديد من المتابعين لهذا الملف، سوء توزيع الإشارات الضوئية، إذ لوحظ  تثبيت الإشارات في أماكن غير مناسبة، مما يؤدي إلى تعطيل الحركة بدلا من تنظيمها.

لحلِّ هذه المعضلة، لا بد من اتباع نهج شامل ومتكامل، يأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب المؤثرة في حركة السير داخل المدينة، ومن بين الحلول الممكنة:

•توسيع البنية التحتية، إنشاء طرق جديدة وفتح مسالك بديلة، خاصة في المحاور التي تعاني ضغطا دائما.

•تعزيز النقل الجماعي، عبر توفير وسائل نقل حديثة، مثل الحافلات الكهربائية والترامواي، لتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.

•إعادة تخطيط الإشارات الضوئية، من خلال دراسة توزيعها وتكاملها مع نظام المرور بشكل دقيق، مع الاعتماد على أنظمة ذكية تُكيف الإشارات حسب كثافة السير.

•تحسيس وتوعية السكان بضرورة استخدام وسائل النقل البديلة والمساهمة في تخفيف الضغط على الطرق.

رغم أن طنجة تشهد تحولت كبيرا يضعها في مصاف المدن الكبرى، إلا أن هذه التحولات تفرض تحديات متزايدة تحتاج إلى حلول مبتكرة ومستدامة.

أزمة المرور الحالية لا يجب أن تكون مجرد عنوان آخر في قائمة المشاكل الحضرية، بل فرصة للابتكار والارتقاء بتجربة العيش داخل هذه المدينة النابضة بالحياة.

ختاما، يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح طنجة في إيجاد حلول تُوازن بين نموها السريع واحتياجات سكانها اليومية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى