طنجة تتحول إلى وجهة مفضلة لصيانة سيارات الإسبان

تشهد ورش إصلاح السيارات في المغرب، خاصة في مدينة طنجة، إقبالا متزايدا من طرف السائقين الإسبان الذين يفضلون عبور مضيق جبل طارق خلال العطل أو الرحلات القصيرة من أجل صيانة سياراتهم بتكاليف أقل بكثير مما هو معمول به في إسبانيا.

وكشف تقرير لصحيفة “El Confidencial” الإسبانية نُشر سنة 2025، أن الفوارق الكبيرة في الأسعار باتت دافعا أساسيا لهذا التوجه الذي يكتسي طابعا اقتصاديا بامتياز.

وذكر التقرير حالات عديدة لسائقين اختاروا إصلاح سياراتهم في المغرب بسبب التكلفة المرتفعة في إسبانيا، من بينها حالة ماركوس، القاطن بالعاصمة مدريد، والذي اكتشف أن إصلاح سيارته “تويوتا لاند كروزر” موديل 2000 في ورشة إسبانية سيكلفه نحو أربعة آلاف يورو، وهو مبلغ يعتبره غير منطقي بالنظر إلى عمر السيارة.

ماركوس تمكن من إجراء نفس الإصلاحات في ورشة بمدينة طنجة مقابل أقل من ألف يورو، شاملة قطع غيار أصلية وضمان من المصنع، ما دفعه إلى اعتبار التجربة موفرة وناجحة.

يعزى هذا التفاوت الكبير في الأسعار، حسب التقرير، إلى انخفاض أجور اليد العاملة في المغرب، حيث لا تتجاوز في بعض الورش يوروين للساعة، مقابل ما بين مائة ومائة وخمسين يورو في الورش الإسبانية. كما أن القوانين البيئية في المغرب أقل صرامة، خصوصا فيما يتعلق بمعالجة النفايات الصناعية، ما يساهم في خفض التكاليف النهائية للإصلاحات.

ورغم مزايا هذا التوجه من حيث التكلفة، إلا أن التقرير حذر من بعض الجوانب السلبية المرتبطة به، مثل انتشار ورش غير رسمية قد تستعمل قطع غيار غير أصلية أو مسروقة، مما يثير تساؤلات حول جودة الخدمات وضماناتها. كما أشار إلى وجود ورش سرية قرب مراكز الفحص التقني في سبتة ومليلية، تقدم خدمات سريعة وغير قانونية لمساعدة السيارات على تجاوز الفحص دون الالتزام بالمعايير المطلوبة، وهو ما قد يطرح مشكلات قانونية أو تقنية لاحقة.

من العوامل الأخرى التي تسهّل هذا التوجه، وفق الصحيفة، انخفاض تكلفة التنقل بين الضفتين، حيث لا تتجاوز تذكرة الذهاب والإياب على متن العبّارة بين طريفة وطنجة 200 يورو، ما يجعل من خيار السفر من أجل إصلاح السيارة خيارا منطقيا وفعالا، خاصة لأصحاب السيارات القديمة التي تتطلب إصلاحات متكررة.

وأشار التقرير أيضا إلى أن عددا كبيرا من السائقين الإسبان يشاركون تجاربهم عبر منتديات ومجموعات رقمية مخصصة لهذا الغرض، حيث يتبادلون المعلومات حول الورش الأكثر موثوقية والأقل تكلفة، ما يعزز انتشار هذه الظاهرة وتحولها إلى ممارسة مألوفة بين فئات واسعة من الإسبان.

وفي ختامه، اعتبر تقرير “El Confidencial”، أن هذا الاتجاه يعكس التأثير الكبير للعوامل الاقتصادية والعبور البحري السهل في تشكيل ديناميات جديدة في سوق إصلاح السيارات بين إسبانيا والمغرب، بكل ما يحمله ذلك من فرص لتعزيز التعاون بين الطرفين، وتحديات تتطلب تنظيما ورقابة لضمان جودة الخدمات وحماية المستهلكين على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى