رصد 49 مليون درهم لحماية مطار ابن بطوطة من أخطار الفيضانات
أعلنت مديرية التجهيزات المائية عن إطلاق طلب عروض دولي لتنفيذ أشغال حماية مطار ابن بطوطة بطنجة من مخاطر الفيضانات، بغلاف مالي يفوق 49 مليون درهم، في إطار مقاربة استباقية تهدف إلى تحصين المرافق الاستراتيجية وتعزيز قدرتها على مواجهة الظواهر المناخية المتطرفة التي باتت تشكل تهديداً متزايداً للبنى التحتية الحساسة.
وبحسب وثائق المشروع، فقد تم فتح طلب العروض المفتوح رقم “167/2025/م ت م” بكلفة تقديرية بلغت 49.244.198,40 درهما شاملة للرسوم، أي ما يقارب خمس مليارات سنتيم، مخصصة حصريا لأشغال الوقاية من الفيضانات، بما يشمل إنجاز البنيات التقنية، القنوات، وأنظمة تصريف المياه، بما يضمن استمرارية النشاط الملاحي وتأمين سلامة المطار ومستخدميه.
ويعكس هذا الاستثمار حجم الرهان الذي توليه السلطات لحماية مطار ابن بطوطة باعتباره منشأة حيوية ذات أهمية اقتصادية وسياحية بالغة، خاصة في ظل التغيرات المناخية وما تفرزه من تساقطات قوية ومفاجئة تهدد المنشآت القريبة من الأودية والمناطق المنخفضة.
وفي السياق ذاته، حددت مديرية التجهيزات المائية مبلغ الضمان المؤقت في 900 ألف درهم، وهو ما يؤكد أهمية المشروع وحرص الجهة المشرفة على ضمان جدية المقاولات المتقدمة وجودة العروض التقنية والمالية المقدمة.
ويمتد أجل إنجاز الأشغال إلى 18 شهرا ابتداء من تاريخ الأمر بالخدمة، الذي يُعد الإشارة الرسمية لانطلاق الورش، وهو أجل يعكس طبيعة المشروع وتعقيد مكوناته، حيث يتطلب تنسيقاً محكما بين فرق هندسية وتقنية متعددة، مع ضرورة الحفاظ على السير العادي لحركة الطيران دون تأثير على نشاط المطار.
وتشمل الأشغال المبرمجة إنشاء قناة إسمنتية مسلحة على شكل شبه منحرف لتجميع مياه الأمطار وتوجيهها بعيدا عن محيط المطار، إلى جانب تثبيت أنابيب تحت أرضية مجهزة بفتحات للتفقد والصيانة، ضمن نظام هيدروليكي متكامل يهدف إلى تحسين قدرة التصريف والحد من مخاطر الاختناق والفيضانات خلال فترات التساقطات الغزيرة.
وسيتم تنفيذ المشروع وفق المخططات المصادق عليها والمعتمدة كـ”صالحة للتنفيذ”، وطبقاً لمقتضيات دفتر التحملات الخاصة الذي يحدد بدقة المعايير التقنية وجودة المواد المستعملة، بما يضمن استدامة هذه المنشآت ونجاعتها على المدى الطويل، ويعزز جاهزية مطار ابن بطوطة لمواجهة التقلبات المناخية وحماية بنيته التحتية الحيوية.
ويرتقب أن يسهم هذا المشروع في تعزيز السلامة التشغيلية للمطار وتحسين قدرته على الاستجابة للأخطار الطبيعية، بما يدعم موقعه كمنشأة استراتيجية محورية في منظومة النقل الجوي بشمال المملكة.
