أخنوش..رمز الريع الذي حان رحيله

كتبه | عصام الطالبي

لم يعد في وسع أحد أن ينكر حجم الغليان الشعبي الذي يجتاح المغرب منذ أيام، ولم يعد مجديا الحديث عن احتجاجات معزولة أو أصوات هامشية، لقد صار الشارع، بقيادة جيل “genz212″، مرآة حقيقية لخيبة أمل عميقة في حكومة عزيز أخنوش، التي تحولت إلى رمز للريع والمحسوبية وتضارب المصالح.

الاحتجاجات التي انطلقت من منصات التواصل الاجتماعي سرعان ما تحولت إلى صرخة جماعية عابرة للمدن والجهات، مطالبة بالصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية، وهي حقوق أساسية لا تحتمل التسويف أو المتاجرة السياسية. لكن، بدلا من تقديم أجوبة ملموسة، انشغلت الحكومة بإدارة مصالحها الضيقة، فصار الريع عنوانا، والمحسوبية قاعدة، وتضارب المصالح أسلوب حكم.

لقد أثبتت السنوات الأخيرة أن أخنوش ليس رجل المرحلة. فمنذ توليه رئاسة الحكومة، تراجعت الثقة في المؤسسات، وارتفع منسوب الاحتقان الاجتماعي، وتكرست صورة السياسة كفضاء مغلق على لوبيات المال والنفوذ، لذلك، لم يعد مطلب رحيله ترفا سياسيا أو شعارا غوغائيا، بل صار شرطا ضروريا لإعادة الأمل في إمكان بناء مغرب يليق بأحلام شبابه.

الدستور واضح: البرلمان يملك صلاحية مساءلة الحكومة وسحب الثقة منها. واليوم، بات من الواجب الأخلاقي والسياسي أن يتحمل ممثلو الأمة مسؤوليتهم، وأن يضعوا حدا لهذه الحلقة المفرغة التي لا تنتج سوى الفشل والإحباط.

جيل “genz212” فتح الباب للتاريخ. فإما أن نلتقط هذه اللحظة لبداية جديدة تعيد الاعتبار للعمل السياسي والعدل الاجتماعي، أو نستمر في إنكار الواقع حتى ينفجر الغضب في وجه الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى