بعد سنوات من دغدغة المشاعر…الجزائر تعترف رسميا بإسرائيل

متابعة | هيئة التحرير

تلقى الشعب الجزائري صدمة العمر عقب مشاهدته الأسبوع الماضي، لحوار رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، رفقة الصحيفة الفرنسية “لوبينيون” حينما تحدث عن دولة إسرائيل بشكل علني وواضح لأول مرة منذ تنصيبه رئيسا.

حيث دأب تبون على الحديث عن القضية الفلسطينية بالإشارة فقط إلى الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني، غير أنه في حواره الآخير صدم الشعب الجزائري الذي كان يعتبر حكومته داعما قويا لفلسطين ومناهضا شديدا لإسرائيل، بعدما أكد أن بلاده مستعدة لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل في حال منح دولة فلسطين سيادتها على ترابها.

لينتج عن هذا الحوار المثير روايتين أساسيتين، الأولى ظلت متحفظة ومتشبثة بأن تبون يدعم بالفعل فلسطين، مشيرة إلى أن الرئيس الجزائري كان مقصوده بأن إسرائيل غير موجودة وطالما قال أنه يجب منح السيادة الكاملة لفلسطين يعني عدم اعترافه بوجود إسرائيل.

لكن الرواية الثانية التي تحدث عنها عقلاء الجزائر، أكدت أن الرئاسة الجزائرية في طريقها إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل والبداية كانت بسحب كلمة “الكيان الصهيوني” وتغييرها بكلمة دولة إسرائيل.

لتخرج يوم أمس الجمعة، وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية ببلاغ رسمي تحسم فيه الجدل بشكل نهائي، لتؤكد أن الجزائر تدعم “صيغة الدولتين” كحل عادل ودائم ونهائي للصراع العربي-والإسرائيلي”، لتطوي بشكل نهائي أطروحتها السابقة بعدم وجود إسرائيل بشكل نهائي.

وقد أثار بيان وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية وحوار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حفيظة الشعب الجزائري لكونه كان منغمسا في الشعارات الرنانة التي ما دأبت الرئاسة الجزائرية تطلقها عبر قنواتها الرسمية، لدرجة أن تبون حينما كان يجري حملته الإنتخابية أشار علنا إلى رغبته في فتح الحدود المصرية حتى يدخل العسكر الجزائري إلى فلسطين، لكن وبمجرد إعلانه رئيسا سحب شعاراته الرنانة.

خلاصة القول، بعد سنوات من دغدغة مشاعر الشعب الجزائري، قررت الجزائر تبني الموقف المنطقي الذي أشار إليه جلالة الملك محمد السادس مباشرة بعد تطبيع العلاقات المغربية-الإسرائيلية سنة 2020، والذي كان كالتالي “التأكيد على ثبات الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية، تأسيسا على حل الدولتين المتوافق عليه دوليا، وعلى التشبث بالمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، سبيلا وحيدا للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع” مقتطف من الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى الرئيس محمود عباس، أبو مازن، رئيس دولة فلسطين (23 دجنبر 2020).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى