بعد فاجعة فاس..انهيار منزل بالمدينة القديمة بالعرائش

متابعة | معاذ دركول
سجلت المدينة القديمة بالعرائش، مساء اليوم الأربعاء 17 دجنبر الجاري، انهيار منزل مهجور مصنف ضمن المباني الآيلة للسقوط، في واقعة خطيرة أعادت إلى الواجهة سؤال المسؤولية والإهمال، خاصة أنها تأتي أياما فقط بعد الفاجعة المأساوية التي هزت مدينة فاس بسبب انهيار بناية أودت بحياة أبرياء.
وحسب ما عاينه موقع مباشر، فإن المنزل المنهار كان معروفا لدى الساكنة والسلطات المحلية بكونه يشكل خطرا حقيقيا، بعدما سبق أن عرف تساقط أجزاء من حيطانه وأعمدته في مناسبات سابقة، دون أن يتم اتخاذ أي إجراء عملي وجدي لوضع حد لهذا التهديد المحدق بحياة المواطنين.
الأخطر من ذلك، أن هذا المنزل المهجور يوجد بمحاذاة مسلك حيوي تعرفه حركة يومية مكثفة، حيث يعبره العشرات من المواطنين والزوار في اتجاه مقاهي “الپوينتي”، ما يجعل احتمالية وقوع كارثة إنسانية مسألة وقت لا غير، لولا الألطاف الإلهية التي حالت دون سقوط ضحايا هذه المرة.
ويطرح هذا الحادث، مرة أخرى، علامات استفهام كبرى حول دور الجهات المعنية بتدبير ملف المباني الآيلة للسقوط، وحول مدى جدية التقارير والتصنيفات التي تبقى، في كثير من الأحيان، حبرا على ورق، في ظل غياب تدخلات استباقية تحمي أرواح الناس بدل انتظار وقوع الكارثة.
هذا النوع من الاستهتار، في مدينة تعج بالمنازل القديمة والمتهالكة، يعكس فشلا واضحا في تنزيل السياسات العمومية المرتبطة بالسكن والتهيئة الحضرية، ويجعل المواطن البسيط الحلقة الأضعف في معادلة الإهمال والتراخي الإداري.
وأمام تكرار مثل هذه الحوادث، يطالب الرأي العام المحلي بفتح تحقيق جدي لتحديد المسؤوليات، واتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لهدم أو ترميم المباني المصنفة خطرة، قبل أن تتحول العرائش، لا قدر الله، إلى فاجعة جديدة تضاف إلى سجل الإهمال القاتل.



