بعد منعهم..مواطنون يغادرون طنجة نحو مدنهم سيرا على الأقدام
متابعة -محمد ياسين البقالي-
في ظل تقييد حركة التنقل ومنع السفر خارج مدينة طنجة خلال عطلة عيد الأضحى، اضطر العشرات من المواطنين المنحدرين من القرى والمدن المجاورة لمدينة البوغاز للسفر مشيا على الأقدام عبر مسالك طرقية بعيدة عن أعين السلطات، في وقت اختار آخرون طرق ملتوية أخرى لمغادرة المدينة.
وتناقل نشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي، صور ومقاطع فيديو توثق للحظة مغادرة العشرات من المواطنين على شكل مجموعات لمدينة طنجة، بطرق ملتوية عبر مسالك طرقية فرعية محادية للطريق السيار الرابط بين طنجة ومدن العرائش والقنيطرة والرباط، بغرض قضاء عطلة عيد الأضحى مع أسرهم وعائلاتهم.
ويأتي ذلك في أعقاب عدم تجاوب السلطات المحلية بالمدينة مع احتجاجات المئات من العمال والعاملات المنحدرين من مناطق خارج مدينة طنجة، والتي وصلت حد إقدام عدد منهم على التجمهر وسط الشارع الرئيسي بمنطقة “العوامة”، وذلك بعد فشلهم في استصدار رخص السفر الإستثنائية، إثر منعها من طرف السلطات بسبب اتساع رقعة تفشي وباء كوفيد-19، والإرتفاع الصاروخي لعدد المصابين خلال الأيام الماضية.
وعلى إثر ذلك، طالب عدد من النشطاء السلطات المعنية بإعادة النظر في قرار تعليق منح رخص السفر، وتأمين خروج المواطنين المنحدرين من خارج المدينة بعد التأكد من عدم إصابتهم بفيروس كوفيد-19، على اعتبار أن عدد كبير منهم لجأ لطرق ملتوية قصد مغادرة المدينة ماقد يشكل تهديدا للمناطق الأخرى في حالة ما إذا كانوا مصابين.
وفي سياق متصل، شهدت محطة القطار طنجة المدينة، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، توافد المئات من المواطنين الراغبين في السفر خارج مدينة طنجة، قبل أن يتفاجأوا بمنعهم من الولوج للمحطة رغم توفرهم على رخص السفر وتذاكر القطار، ماخلف موجة غضب واسعة واستنكار شديد وسط المسافرين.
وكان محمد مهيدية، والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، قد أصدر قرارا يقضي بمنع السفر إلى خارج المدينة خلال عيد الأضحى، إلى جانب عدم إصدار الشركات تصاريح السفر لفائدة أجرائها خلال الفترة المذكورة، علاوة على وقف إصدار الرخص الاستثنائية للسفر، وهو القرار الذي خلف ردود فعل متباينة في صفوف عدد من العاملات والعمال الذين ينحدر معظمهم من خارجها.
وتسعى سلطات المدينة من خلال هذا القرار، للحد من اتساع رقعة تفشي فيروس كورونا المستجد، خاصة وأنّ مدينة البوغاز تعيش ذروة تفشي الوباء، كما أن عدد عمال المناطق الصناعية والذين يسافرون لمدنهم في المناسبات يفوق 300 ألف شخص، وهو ما يرفع هاجس التخوف من نقل العدوى إلى مناطق أخرى.