نور الدين مقتاح يكتب: “دروس في قضية ناصر والجزيرة..”

بقلم – نور الدين مفتاح
لقد قام الزميل عبد الصمد ناصر بالدفاع بشجاعة عن شرف الوطن في وقت تروج فيه صور نمطية قبيحة عن بلادنا من طرف خصومها، وهذا نيشان على صدره، ولكن الأعمق هو أنه عندنا وزارة تحولت من وزارة للإعلام إلى وزارة للاتصال ثم إلى وزارة للتواصل في هذه الحكومة.
ولما كان التواصل الداخلي يمارسه وزير آخر هو الحامل لحقيبة الناطق الرسمي باسم الحكومة، فإن المفروض أن وزارة التواصل يجب أن تهتم بالتواصل الخارجي للمملكة، وأن تسوّق صورتها، وتحارب الأحكام الجاهزة كتلك التي قذفها بسفالة التلفزيون الجزائري. الدول تدافع عن نفسها بإعلام مهني دولي محترف، فلفرنسا «فرانس 24» وراديو «مونتي كارلو» ولروسيا «قناة روسيا اليوم» ولأمريكا «قناة الحرة» وللسعودية «قناة العربية» ولبريطانيا الـ «بي بي سي»..، فماذا أعددنا نحن؟ بل إننا كبلد للتعددية منذ 1958 في وقت كانت فيه الجارة الجزائر تعيش نظام الحزب الوحيد، نجد اليوم أننا في التلفزيون ليس لنا إلاّ القنوات الرسمية، ولا قناة خاصة مرخص لها من طرف الهاكا في الوقت التي توجد عشرات القنوات الخاصة في الجزائر!.
ثم ماذا فعلت وزارة التواصل في القطب العمومي الذي يقع تحت مسؤوليتها؟ إنه على حافة الإفلاس ولا يخاطب إلا المغاربة، وليست هناك في الأجندة ولا فكرة عن مخاطبة العالم والتأثير فيه، كما تفعل الجزيرة إلا حديث غريب عن قيام الإعلام الخاص بالدفاع عن القضايا الوطنية في الخارج، وكأن هذا الإعلام ينتظر الأمر أو الدعم ليقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن وقضاياه، ثم لنتذكر أن الزميل عبد الصمد ناصر اشتغل 3 سنوات مقدما للأخبار بالقناة المغربية الرسمية قبل أن يرحل لقطر، فلماذا يكون الزملاء متواضعين هنا في الإعلام الرسمي المغربي، وما إن يهاجروا حتى يتألقوا ويصبحوا نجوما عالميين ؟!.
نحن عندنا وزارة تحولت من وزارة للإعلام إلى وزارة للاتصال ثم إلى وزارة للتواصل في هذه الحكومة. ولما كان التواصل الداخلي يمارسه وزير آخر هو الحامل لحقيبة الناطق الرسمي بإسم الحكومة، فإن المفروض أن وزارة التواصل يجب أن تهتم بالتواصل الخارجي للمملكة، وأن تسوّق صورتها، وتحارب الأحكام الجاهزة كتلك التي قذفها بسفالة التلفزيون الجزائري.
على الدولة أن تتكلف بتواصل عصري بعيد عن الدعاية، وترعى إعلاما مستقلا، لتدافع عن وطن محاصر بأطماع الخصوم والأعداء.
إن المشترك بيننا يجب أن يدبر بالقيم الديموقراطية حتى تكون لنا القوة اللازمة لمواجهة المتربصين، وهذا هدف مقدور عليه إذا توفرت الإرادة والكفاءة وبعد النظر وما دون هذا سيجعلنا دائما ضحية صورة لا تعكس حقيقتنا، وتضامننا المطلق واللامشروط مع الزميل العزيز ناصر عبد الصمد فخر الإعلاميين المغاربة ورمز الدفاع عن شرف الانتماء”.