طنجة تحتضن المؤتمر الدولي الثاني للأبحاث الساحلية

تستضيف مدينة طنجة، من 8 إلى 10 من شهر دجنبر الجاري، المؤتمر الدولي الثاني للأبحاث الساحلية، تحت شعار “التدبير المندمج للمناطق الساحلية في ظل التغير المناخي: أي تقييم للمخاطر الطبيعية والتكنولوجية؟”.

ويجمع هذا الحدث، الذي تنظمه جامعة عبد المالك السعدي، وكلية العلوم والتقنيات، ومختبر البحث في تطوير علوم الأرض التطبيقية وكلية الطب والصيدلة بطنجة، أكاديميين مغاربة وأجانب وممثلي الإدارات العمومية المعنية والقطاع الخاص، فضلا عن فعاليات وممثلي المجتمع المدني المعنيين بقضايا الاستدامة البيئية للمناطق الساحلية.

وفي كلمة افتتاحية، ذكر رئيس جامعة عبد المالك السعدي بوشتى المومني، بالسياق العام الذي الوطني الذي يأتي فيه تنظيم هذه النسخة من المؤتمر، بداية من التوجيهات الملكية السامية التي يتضمنها الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء المجيدة، الذي ركز فيه جلالته على البعد الاقتصادي والتنموي للمناطق الجنوبية والفضاء الأطلسي الإفريقي للمغرب، الذي يبرز الأهمية الجيوستراتيجية لواجهته الساحلية الأطلسية باعتبارها بوابة المغرب نحو إفريقيا ونافذة انفتاحه على الفضاء الأمريكي، وكذلك الحضور الوازن والفعال للمغرب في مؤتمر المناخ “كوب 28 “بالإمارات العربية المتحد ، وكذلك اهتمام الحكومة المغربية بأهمية النهوض بالاقتصاد المرتبط بالبحر، وبموقع المغرب الجيوستراتيجي.

وفي هذا السياق، أبرز المومني أن المغرب يمتاز عن غيره من بلدان الجوار بامتلاكه ل”قوة ساحلية” تتجلى ،على سبيل الذكر وليس الحصر، في مشروع طنجة المتوسط الذي يواصل تسلقه المراتب العليا عالميا، ومشروعي الناظور غرب المتوسط، والداخلة الأطلسي، مشددا على أن هذه المشاريع “تؤكد وعي المملكة المغربية بأهمية الاقتصاد الأزرق في تحقيق الإقلاع الاقتصادي والتنموي بشكل عام”.

واعتبر المومني، أن جامعة عبد المالك السعدي تتميز بكونها تقع بجهة تطل على الواجهة الأطلسية والواجهة المتوسطية وممر جبل طارق، ما يؤهلها لكي تكون قطبا علميا رئيسيا يهتم، بحثيا وتدريسا، بتحويل الفضاء الساحلي إلى قوة اقتصادية، خاصة وأن التحولات المناخية التي يشهدها العالم، غير مرتبطة بالمحيط الغابوي فحسب، وإنما أيضا بالمحيطات، وكلاهما يتأثر بالتحولات المناخية، فضلا عن أن المحيطات تعد موردا حقيقيا للطاقة النظيفة وموارد أخرى مهمة.

ودعا الحسين باهو، المفتش الجهوي للتعمير بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، إلى مواكبة التطور الذي يشهده مجال الاستثمارات الكبرى التي ينجزها المغرب، وخاصة منها المرتبطة بمجالي البحر والمحيطات.

واعتبر مصطفى الدياني، عميد كلية العلوم والتقنيات بطنجة، أن “الإشكالية التي يتدارسها المؤتمر، تتقاطع بشكل كبير مع الأهمية الاستراتيجية التي تشكلها البحار والمحيطات للمغرب”، مضيفا أن المغرب، الذي يصل طول سواحله ال 3500 كلم، يواجه مجموعة من التحديات الموضوعية التي يجب تجاوزها، والمرتبطة أساسا بالتحولات المناخية والتلوث البيئي.

وتابع أن جامعة عبد المالك السعدي تولي اهتماما كبيرا للأبحاث الساحلية، حيث أقدمت كلية العلوم والتقنيات منذ سنوات خلت على استحداث ماستر متخصص في علوم البحار.

وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريم بوشتى المومني، بوصفه من الخبراء الدوليين الغاربية الأوائل ممن عرفوا بالتميز في أبحاثهم في مجال علوم البحار.

وبحسب المنظمين، فإن هذا المؤتمر هو بمثابة منصة للنقاشات الرامية إلى تعزيز تكييف البحث العلمي مع التحديات أيضا إلى التأكيد على الأهمية القصوى لإدارة المخاطر والتدبير المندمج للمناطق الساحلية في تطوير البحوث الساحلية.

كما يروم هذا الحدث العلمي أن يشكل فرصة لمناقشة مواضيع، أبرزها تلك المرتبطة بعلم المناخ وعلم المحيطات الساحلية والهيدروجيولوجيا الساحلية، ومعالجة جوانب تدبير الموارد البيئية، فضلا عن أساليب وأدوات الاستشع ار عن بعد، دون إغفال تعزيز التعاون العلمي وتسليط الضوء على أحدث الاكتشافات من الدراسات والمبادرات البحثية التي تتعلق بالمناطق الساحلية.

ويتضمن برنامج هذه الفعالية محاضرات وندوات وجلسات علمية، وتواصل مباشر وأوراش عمل تفاعلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى