مساهمات ضعيفة لأغنياء طنجة في صندوق كورونا
أثارت المساهمات “المحتشمة” لعدد من رجال المال والأعمال والمنعشين العقاريين بمدينة طنجة، التي ضُخت في الصندوق الخاص لتدبير ومواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد Covid-19، الذي تم إحداثه تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، اندهاشا كبيرا وسط عدد من المواطنين والنشطاء بالمدينة.
وعبر مجموعة من النشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي، عن سخطهم العارم من مساهمات أثرياء مدينة طنجة من رجال أعمال وصناع وتجار كبار في صندوق تدبير ومواجهة جائحة فيروس “كورونا” التي وصفوها بالهزيلة، خاصة أن هؤلاء راكموا ثروات طائلة بالمدينة أيام الرخاء، قبل أن يتنكروا للوطن في وقت كان لزوما عليهم أن يظهروا ولو قليلا من السخاء ونكران الذات والتضحية.
بدورها لم تسلم جمعية المنعشين العقاريين بمدينة طنجة من الإنتقادات، بعد أن سجل متتبعون للشأن المحلي بالمدينة باستغراب شديد المساهمات المحتشمة للجمعية التي تضم أزيد من 50 منعش عقاري من بين أغنى أغنياء المدينة، حيث لم تتجاوز قيمة مساهمة الجمعية لحدود كتابة هذه الأسطر 28 مليون درهم، وهو رقم جد محتشم مقارنة بالأرباح الطائلة التي تتقاطر على المنعشين العقاريين بالمدينة.
ويرى محمد وهو ناشط مدني بمدينة طنجة، أن أثرياء المدينة والشركات الكبرى بطنجة يغيب عنها الحس المواطناتي، مضيفا أن مساهمات معقولة من طرف هؤلاء تكفي لتوفير الحاجيات الغذائية لساكنة المدينة والنواحي المتضررة من تبعات حالة الطوارئ، لشهور عدة.
ناشط آخر بالمدينة قال في حديثه مع مٌباشر: “احتسبوها زكاة احتسبوها صدقة احتسبوه قرضا عند الله عز وجل احتسبوه ما شئتم.. المهم أن تساهموا بسخاء يوازي ثروتكم.. لا تبخلوا على وطن تعيشون من خيراته لا تبخلوا على شعب بفضله صرتم من علية القوم وأكابرها”.
ناشط جمعوي بالمدينة، قال إن المغرب يمر بوضع حساس والأيام القادمة أصعب، والتاريخ يسجل بمداد العز والفخر أسماء كل أبطال وجنود هذه المحنة، الا أن أنه فوجئ بدوره من المبلغ الذي ساهمت به جمعية المنعشين مسترسلا أن المقاولين في المدينة استنزفوا جيوب المواطنين في مشاريع السكن الاقتصادي واغرقوهم في غيابات القروض مقابل منحهم صناديق اسمنتية لا تستجيب لشروط السكن اللائق وضخت في ارصدتهم البنكية مئات الملايير، ومع ذلك عندما حل هذا الوباء اللعين، لم يكونوا في مستوى الحدث، مضيفا أن وباء كورونا امتحان عسير لكل مغربي لمقياس مدى وطنيته وحبه لبلاده، ولقد رسبوا في الامتحان الى الآن.