ملاعب المغرب تتحدى الأمطار الغزيرة وتخطف الأنظار في كان 2025

رغم التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها عدة مدن مغربية خلال الأسابيع التي سبقت انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025، والتي ما تزال متواصلة، تمكنت المملكة المغربية من تقديم صورة مشرّفة تعكس جاهزية ملاعبها وقدرتها على احتضان كبرى التظاهرات الكروية، حتى في ظل ظروف مناخية صعبة.

ففي مدينة طنجة، حيث استمرت الأمطار لما يقارب شهرا كاملاً، لم تؤثر الأحوال الجوية على سير مباراة السنغال وبوتسوانا التي جرت أمس، فيما عرفت الرباط بدورها تساقطات مطرية متواصلة لأكثر من أسبوع قبل افتتاح البطولة، إلى جانب مدن أخرى تحتضن مباريات المنافسة. ورغم ذلك، حافظت أرضيات الملاعب على جودة عالية من حيث الأداء والسلامة.

هذا الصمود اللافت لعشب الملاعب المغربية أثار إعجاب الجماهير والمتابعين، كما نال إشادة واسعة من وسائل إعلام دولية، عقدت مقارنات بين التجربة المغربية وتجارب سابقة في دول أخرى. ففي الوقت الذي توقفت فيه مباريات بملاعب عالمية معروفة، من بينها ملعب خليفة الدولي بقطر، بعد أقل من ثلاثين دقيقة من هطول الأمطار خلال مباراة الترتيب في كأس العرب الأخيرة، استمرت المباريات بالمغرب بشكل طبيعي، دون أن تتأثر حركة الكرة أو تتدهور أرضية الميدان، ما اعتُبر دليلاً واضحاً على جودة البنية التحتية وحسن التخطيط.

ولم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل ثمرة عمل تقني محكم واستثمارات طويلة الأمد في أنظمة صرف حديثة، واعتماد العشب الطبيعي والهجين، إلى جانب مجهودات فرق الصيانة التي اشتغلت ليلاً ونهاراً لضمان جاهزية الملاعب في مختلف الظروف. وقد انعكس هذا العمل بشكل مباشر على صورة البطولة، ورفع منسوب التوقعات لدى المتابعين، كما وضع معايير جديدة أمام الدول الطامحة إلى استضافة التظاهرات القارية والدولية.

وفي هذا السياق، عبّر عدد من الصحفيين الأجانب والمحللين الرياضيين عن إعجابهم بما وصفوه بـ«الاحترافية المغربية»، معتبرين أن المملكة قدمت نموذجاً عملياً في الاستعداد للمنافسات الكبرى، حتى في ظل أجواء شتوية قاسية. وأكدت هذه الإشادات أن المغرب لم يكتف بتنظيم البطولة فحسب، بل نجح في تحويل التحديات المناخية إلى فرصة لإبراز تفوقه التقني والتنظيمي.

وأمام هذا الواقع، يحق للمغرب أن يفتخر بما حققه من إنجاز، وبالعمل المنسق الذي مكّن ملاعبه من الصمود أمام الأمطار الغزيرة والحفاظ على أفضل صورة ممكنة. لقد أبهر المغرب القارة الإفريقية والعالم، ووجّه رسالة واضحة مفادها أن حسن الاستعداد والرؤية الواضحة قادران على صنع الفارق، وتعزيز مستوى المنافسة، وترسيخ مكانة المملكة كوجهة رياضية موثوقة قادرة على إنجاح أكبر الأحداث الكروية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى