المؤسسات الأمنية المغربية تحت نيران التضليل الرقمي: حملة يائسة لتقويض الثقة

متابعة | ياسر الصيباري
في توقيت متقارب وبأسلوب متشابه، خرج التيكتوكر الفار من العدالة المغربية “هشام جيراندو” بحملة إعلامية جديدة تستهدف المؤسسة الأمنية المغربية، مركّزا هجماته على شخص المدير العام للأمن الوطني ومدير المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، وسرعان ما لحقت به مجموعة من الأصوات التي اعتادت معارضة الدولة من الخارج، لتشارك في هذه الحملة عبر خطاب مليء بالمغالطات والتشهير، في محاولة لتقويض صورة الوطن ومؤسساته.
هذا النوع من الحملات لم يعد يثير الاستغراب، فالمحركون معروفون بعداءهم لكل ما هو مغربي، والنيات مكشوفة، والتمويل واضح، لكن ما يستوقف المتابع هو الإلحاح المتكرر على مهاجمة الأجهزة الأمنية، والتركيز المُلفت على حموشي تحديدا. فما السبب؟
الأمر لا يخرج عن رغبة في استغلال المواضيع الحساسة لجذب المتابعة، وتحقيق الأرباح عبر المنصات الرقمية، المحتوى المتعلق بالأمن، خاصة إذا أُرفق باسم مسؤول بارز، يحقق نسب مشاهدة مرتفعة، وهذا ما يلهث خلفه صناع “البوز“، حتى وإن تطلب الأمر فبركة الأخبار وقلب الحقائق. المثال الأبرز على ذلك ادعاء جيراندو بمقتل خالد فكري، الحارس الشخصي السابق للملك، قبل أن يُجبر على حذف الفيديو بعد لجوء المعني بالأمر للقضاء.
لكن خلف هذه الضجة الرقمية تقف غايات أكبر وجب التنبيه لها، والهدف ليس فقط حصد المشاهدات، بل ضرب ثقة المواطن في رموزه ومؤسساته، والتقليل من مكانة شخص لعب دورا محوريا في تحديث الجهاز الأمني المغربي، فعبد اللطيف حموشي، بثقة ملكية راسخة، قاد إصلاحات شاملة، عززت من فعالية الأداء الأمني، وربطت المؤسسة الأمنية بالمهنية والشفافية والانفتاح على المواطن.
الجهات التي تموّل وتوجه هذه الحملات تسعى لتشويه هذا المسار، وتصويره على أنه قمعي أو فاسد، في الوقت الذي أثبتت فيه الوقائع عكس ذلك. فحموشي يُعرف بصرامته في محاسبة عناصر الأمن المخالفين، وتفاعله الشخصي مع شكاوى المواطنين، وتدخله المباشر في قضايا حساسة تعكس روح المسؤولية والانضباط داخل الجهاز.
لماذا لا يتناول جيراندو “المأجور” ومن على شاكلته هذه الجوانب؟ لماذا لا يتحدثون عن الدور البارز الذي يلعبه المسؤول الأمني المغربي في تفكيك الشبكات الإرهابية، ومواجهة التهديدات العابرة للحدود، في سياق إقليمي معقّد أشادت به دول عظمى ؟ ولماذا لا يشيرون إلى الاحترام الكبير الذي يحظى به دوليا، من خلال الأوسمة التي حصل عليها، والعلاقات الأمنية المتميزة التي نسجها مع شركاء المغرب في أوروبا وأمريكا؟
الحقيقة أيها “المأجور” أن ثقة المغاربة في مؤسساتهم الأمنية لا تهتز أمام أبواق الحقد، وعبد اللطيف حموشي ليس مجرد مسؤول يحظى بثقة جلالة الملك، بل هو نموذج في الكفاءة والنزاهة، يعترف بإنجازاته الداخل والخارج، أما من يحاولون التشويش عليه، فلن ينجحوا في حجب نوره بغربال الزيف مهما استماتوا.