المملكة تواجه لوحدها إسبانيا والإتحاد الأوروبي ومنظمة حقوق الإنسان

متابعة – زكرياء نايت –

يبدو أن المغاربة أيقنوا الآن أنه حينما يتعلق الأمر بوحدتهم الترابية وبقضاياهم الوطنية، فلن يجدوا أي جهة أو طرف يدعمهم في هذا الشأن، بل سيشاهدون بلدهم يصارع لوحده قوى كبرى على غرار الجارة الشمالية “إسبانيا” وداعمه الأساسي الإتحاد الأوروبي، فضلًا عن منظمة حقوق الإنسان التي توجه بوصلتها فقط تجاه المغرب، وحينما يتعلق الأمر بانتهاك صارخ لحقوق الإنسان في سبتة المحتلة، فإنها تفعّل نظام الطائرة “Mode Avion”.

لقد عاين عموم المغاربة كيف يواجه بلدهم أحداث سبتة المحتلة، وكيف ألقى الإتحاد الأوروبي عبر نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، مارغريتيس شيناس، اللوم على المغرب حينما اتهم المغرب بـابتزازأوروبا عن طريق الهجرة.

وزعم أنسبتة هي أوروبا، إنها حدود أوروبية، وما يحدث هناك ليس مشكلة مدريد، بل إنها مشكلة جميع الأوروبيين” يضيف مارغريتيس.

فلا شك أن تصريح نائب رئيسة المفوضية الأوروبية يذكرنا بالتسلط والغطرسة الذي يظهره الاتحاد الأوروبي في سياسته الخارجية مع البلدان الأجنبيةوكذا إثبات مخلفات الماضي الاستعماري الذي تواصل أوروبا الدفاع عنه في وضح النهار.

أما الجارة الشمالية “إسبانيا”، فلم تقبل تخلي المغرب عن لعب دور الدركي، الذي يحمي حدوده من المهاجرين السريين ويريح حرسه الأمني والحدودي، لدرجة أنه في يوم واحد فقط من تخلي المغرب عن لعب دور الدركي، استنفرت إسبانيا كل أجهزتها لدرجة أن رئيس الحكومة الإسبانية الذي لم يزور سبتة المحتلة منذ سنوات، اضطر للسفر إليها على وجه السرعة مرفوقا بوزير داخليته لتهدئة الوضع، كما تم الإستعانة بالجيش لحماية الحدود البرية والبحرية.

إسبانيا لم تستعين فقط بالجيش، بل استعانت بالرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع والهراوات من أجل وقف زحف المهاجرين السريين، في صور تعود بنا إلى سنوات خالية، تنتهك فيها حقوق الإنسان دون أي ردود أفعال، كيف لا وأن منظمة حقوق الإنسان تسلط تركيزها على كل ما هو مغربي وتنتظر أي هفوة أو سقطة لنفث سمومها تجاه المملكة، وعلى النقيض من ذلك تغمض عينها حينما يتعلق الأمر بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في سبتة المحتلة، وكل هذا في زمن الصور والفيديوهات ذات الجودة العالية.

خلاصة القول، المغاربة باتوا يعلمون جيدًا أن الحق يؤخذ ولا يعطى ولا يمكن أن تنتظر من دولة أو منظمة دعمك في قضاياك الوطنية دون مقابل، بل يجب على المغاربة الإلتفاف حول ملكهم ووطنهم والدفاع عن قضاياهم بكل قوة وشجاعة أمام العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى