بالرغم من تكلفتها العالية..إقبال مكثف على المدارس الأجنبية بطنجة

متابعة -حاتم الطالبي-

تشهد مدارس البعثات الأجنبية وكذا المدارس الخاصة التي تعتمد التعليم باللغات الأجنبية بطنجة في هذه الأيام، إقبالا مكثفا من طرف الأسر الميسورة بالمدينة، حيث فتحت هذه المؤسسات الخاصة أبوابها في وجه التلاميذ الراغبين في الدراسة بأقسامها في الموسم الدراسي 2021-2022، وفق شروط صارمة حسب مصادرنا.

وقبيل عملية التسجيل الأولي، يتم بدايةً عقد اجتماع بين الإدارة  وأب وأم التلميذ أو التلميذة للتأكد من عدم وجود أي مشكل أسري في المنزل، ضمانا لعدم تأثير ذلك على المسار الدراسي للتلميذ، كما يتم اجراء امتحان سلوكي للتلاميذ في الساحة والمرحاض وداخل القسم من أجل الوقوف على مدى تعامل التلميذ مع المرافق داخل المؤسسة، خصوصا بالنسبة لمستوى الحضانة كما هو الشأن لمدرسة رامون إي كاخال الإسبانية.

وللوقوف على معطيات أدق ربط موقع مٌباشر الإتصال بأحد أولياء أمور التلاميذ، الذي كشف أن مدرسة detroit الفرنسية الواقعة بالقرب من المركب التجاري “سوكو ألطو”، قد أوقفت مسطرة التسجيل بعد امتلاء عدد المقاعد في جل المستويات الدراسية للموسم المقبل، مضيفا بأن عدد كبير من التلاميذ يوجدون في لائحة الإنتظار على أمل شغور مقاعد في أحد الأقسام.

وحول تكلفة الدراسة بهذه المؤسسة الفرنسية الذائعة الصيت بالمدينة، والتي يقصدها فقط ميسوري الحال والأسر البورجوازية، أضاف المصدر انه يتم أداء مبلغ شهري قدره 6000 درهم للتلميذ الواحد، بخلاف مؤسسة “رامون إي كاخال” الإسبانية والتي تعتبر الأقل تكلفة بالمقارنة مع باقي المدارس الأجنبية المتواجدة في المدينة، في المقابل يتم أداء 22000 درهم فقط كرسوم التسجيل بالمدرسة الفرنسية lycee regnault، في حين يتم أداء 5 ملايين سنتيم في السنة للتلميذ الواحد.

وعزا متتبع للشان التعليمي هذا التهافت على المؤسسات الخاصة، منها التابعة للبعثات الأجنبية بالمدينة، الى تراجع جودة التعليم في المدارس العمومية، ناهيك عن الإكتظاظ الذي تعيشه الأقسام والتي تستقطب فوق طاقتها الإستيعابية، مما ينعكس سلبا على المردود التعليمي للتلاميذ، كما أن غياب ظروف التعليم بالنسبة للمعلمين في المدارس العمومية، يدفع بعدد منهم الى الإلتحاق بالمؤسسات الخاصة من أجل التدريس في ظروف أفضل.

فيما يرى أخرون، أن بعض الأسر الميسورة لا تهمها جودة التعليم، بقدر ما يهمها الحفاظ على “البريستيج” الطبقي الذي تعيش فيه، لذلك تلجأ لمداوس البعثات الأجنبية غير مبالية بجنس التعليم الدي تقدمه هذه المؤسسات الخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى