تشتت الخريطة الإنتخابية بطنجة يعرقل تشكيل مجلس الجماعة ومجالس المقاطعات

متابعة/ ياسين البقالي

تعيش مدينة طنجة، طيلة الفترة التي أعقبت الإعلان عن النتائج النهائية للإنتخابات الجماعية ومت حملتها من مفاجآت، مخاضا عسيرا، لتشكيل مجالس المقاطعات الأربع ومجلس المدينة، بفعل تشتت الخريطة الانتخابية التي أفرزتها استحقاقات 8 شتنبر، والتي سيكون من الصعب معها الحديث عن سلاسة في تشكيل هاته المجالس.

عوامل عدة ساهمت في الوضعية السياسية الراهنة التي تشهدها المدينة، والتي أفرزتها استحقاقات 8 شتنبر، وفي مقدمتها اعتماد القاسم الإنتخابي الجديد وإلغاء نظام العتبة الإنتخابية، فضلا عن تراجع أو “اندحار” حزب العدالة والتنمية في المدينة التي كانت تعتبر إحدى أكبر “قلاعه الإنتخابية”، وخسارته لأزيد من ثلثي مقاعده، ما أدى إلى تشتتها وتوزعها على حوالي خمسة أحزاب بفارق ضئيل، وبالتالي سيكون من الصعب تشكيل المجالس على المدى القريب.

كذلك، عامل أخر قد يساهم في تأخير تشكيل المجالس المنتخبة بمدينة طنجة، وقد يدخل المدينة في دوامة بلوكاج سياسي سيصعب معه تشكيلها، وهو تعبير ثلاث قادة حزبيين على الأقل عن نيتهم الترشح للظفر بمنصب عمودية مدينة طنجة، ويتعلق الأمر بعبد الحميد أبرشان مرشح حزب الإتحاد الدستوري الذي حصدت لائحته ستة مقاعد بمقاطعة طنجة المدينة، وعبد الواحد اعزيبو المقراعي مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي ظفر بثمانية مقاعد بذات المقاطعة، إلى جانب محمد الحمامي مرشح حزب الإستقلال الفائز ب 12 مقعدا بمقاطعة بني مكادة، والذي دخل على خط المنافسة للظفر بمنصب العمودية، حيث باشر بربط الإتصال بعدد من الأحزاب بالمدينة بغرض تشكيل تحالف يمهد له الطريق لترأس مجلس جماعة طنجة.هذا إلى جانب عبد العزيز بنعزوز مرشح الأصالة والمعاصرة، والتي تبدو حظوظه جد ضعيفة للظفر بالمنصب.

ومما لا شك فيه، فان تشكيل مجلس جماعة طنجة رهين بما ستعرفه المقاطعات الأربع بالمدينة، حيث ستنعكس التوافقات التي قد تشهدها الأحزاب بالمقاطعات الاربع على مجلس المدينة وستسرع بإخراجه إلى حيز الوجود، والعكس كذلك في حال استمارة حالة البلوكاج بالمقاطعات.

وتبقى الأيام المقبلة كفيلة بحسم الجدل بخصوص السيناريوهات السياسية المتوقعة، وهل ما إذا كانت الأحزاب المتصدرة ستنجح في نسج تحالفات بعيدا عن الحسابات الشخصية والصراعات والتجادبات التي طبعت الفترة الماضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى