حي “علي باي”..امتداد تاريخي يطاله التهميش والنسيان..

متابعة/ محمد أزحاف

يجهل الكثيرون من ساكنة مدينة طنجة بأن حي “علي باي” التابع ترابيا لمقاطعة مغوغة، نُسب إلى أشهر جاسوس إسباني حطّ رحاله بمدينة طنجة سنة 1803م متنكرا في زيّ عربي، حيث ظل متخفيا يؤدي مهمته بنجاح، بعدما أسِر قلوب الساكنة ومسؤوليها بعطائه وسخائه وهِباته، حتى صُنع له تمثال بساحة بحي علي باي.

من يتجول اليوم في أزقة وشوارع حي “علي باي” الذي له امتداد تاريخي، يكتشف بأن هذا الحي لم يتغير على مستوى البنية التحتية كثيرا، بحيث أن الطرق والأزقة لا تزال في وضعية هشّة ومتهالكة، وشبكة الإنارة جد ضعيفة وبالكاد منعدمة في بعض الأزقة، كما أن ساحة “علي باي” الشهيرة تبكي على الأطلال وكأن لسان حالها يقول: “يا ليت الزمان يعود إلى الوراء”، وحتى مسجد علي باي الشهير، والذي كان يحجُّ إليه المئات من المصلين من كل أنحاء المدينة في صلاة الجمعة لسماع خطبة فارس المنابر في طنجة الشيخ العلامة عبد العزيز بن الصديق رحمه الله، طاله التهميش وتآكلت جدرانه واتسخت حيطانه.

بالرغم من مشاريع إعادة تهيئة وهيكلة البنية التحتية بعدة مناطق بمدينة طنجة، إلاّ أن حي “علي باي” ظلّ على حاله وكأنه ينتمي إلى رقعة جغرافية بعيدة، والأغرب أن حي “علي باي” لم يستفيد حتى من تجديد شبكة الإنارة وكذا عمليات تزفيت الأزقة وتهيئة الأرصفة والمساحات الخضراء في المنطقة، حتى يئست ساكنة الحي ورفعت يدها إلى ربّ السماء تتضرع من لامبالاة عدة مجالس وأحزاب سياسية مختلفة، تعاقبت على تدبير مقاطعة مغوغة، وفي هذا السياق ذكر ياسين عمران نائب رئيس مقاطعة مغوغة في إتصال مع مٌباشر، بأن المكتب المسير الجديد سيعمل جاهدا على اعادة الإعتبار لساكنة هذا الحي الذي طاله التهميش وسيعمل مجلس المقاطعة في المستقبل القريب على إدراج حي “علي باي” ضمن برنامج الإصلاح والتهيئة.

فهل يتحرك مجلس مقاطعة مغوغة الذي يقوده البامي عبد العزيز بنعزوز لإعادة الحياة لحي “علي باي”، أم أن آمال الساكنة ستظل معلقة حتى يأتي فرج الله!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى