كورنيش “مرقالة ” ..محج رمضاني للترويح عن النفس وممارسة الرياضة

– بقلم عبد العزيز حيون –

طنجة – أضحى كورنيش “مرقالة” بمدينة طنجة محجا رمضانيا بامتياز للترويح عن النفس وممارسة الرياضات الفردية على اختلافها.

وأصبح هذا الموقع الجميل المطل على البحر الأبيض المتوسط يعرف إقبالا منقطع النظير طيلة ساعات اليوم، ولعل أهم ميزة هذا الموقع الساحر، الذي تطل عليه هضبة مرشان وحي الحافة وحي دار البارود، هو جمعه بين حسنتي الهواء النقي المنعش القادم من البحر والمواقع التاريخية التي تغطي بظلالها المكان، بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخبها النهاري، إضافة الى سهولة الانتقال إليه من كثير من أحياء المدينة، دون الحاجة الى وسيلة نقل .

وما يجذب الزوار لهذا المكان المطل عل شاطئ مرقالة هو المناظر الخلابة، حيث يصول بك البصر إلى الضفة الجنوبية لإسبانيا، وكون هذا الفضاء العام يمكن أن يقودك الى أشهر المواقع التاريخية بالمدينة القديمة منها والحديثة، فمن باب البحر يمكنك التوجه الى السوق الداخل وما الى ذلك من معالم المدينة العتيقة، ومن الحافة الى القصبة والى مقابر الرومان وإلى مقهى الحافة الشهيرة، ومن منطقة الجبل الكبير إلى فضاءات بيئية وتراثية رمزية عديدة، ومن حي الدرادب وحي كاليفورنيا الى المدينة العصرية لمدينة البوغاز ذات المعمار الحديث.

ولا يقتصر زوار كورنيش مرقالة على عشاق التجول بمحاذاة الشاطئ وعشاق الطبيعة والبحر من شرائح مختلفة، بل يستهوي أيضا هواة صيد الأسماك بالصنارة الذين يتطلعون الى صيد ما يجود به البحر من أسماك كل يوم، إلا أن ما يجمعهم هو الرغبة في اطلاق العنان لنظرهم والافتتان بأفق بحري فريد من نوعه، يجمع بين البحر الابيض المتوسط والمحيط الأطلسي في موقع جغرافي تغنت به أساطير هيركوليس (هرقل).

يقول حسن البردعي، مهندس، أن كورنيش مرقالة، بعد افتتاحه منذ حوالي عقد من الزمن، أصبح في الفترة الأخيرة فعلا من أهم متنفسات مدينة طنجة وربما أكثرها استقطابا للناس طيلة أيام الأسبوع، لأسباب لخصها المهندس الشاب في أن الكورنيش يجمع كل محاسن ونقط الجذب التي تتميز بها مدينة البوغاز.

وبالنسبة لسناء اللبادي، ربة بيت، فإن هندسة وموقع كورنيش مرقالة دفعت الكثير من الأشخاص الى ممارسة الرياضة بأريحية تامة، كما غير كورنيش مرقالة فكرة اقتصار ممارسة الرياضة على الشباب والرجال دون غيرهم، حتى أن غالبية زوار الكورنيش لمزاولة المشي والجري خلال أيام الأسبوع هم من النساء .

ويعد كورنيش مرقالة بجماليته وجو الطبيعة المحيطة به سببا في تصالح الكثير من الأشخاص، شبابا وشيبا ونساء وأطفالا، مع ممارسة الأنشطة الرياضية خلال شهر رمضان المبارك بالخصوص، حيث ترى المئات من الأشخاص يمارسون العدو، كل حسب قدراته البدنية في انتظار أذان المغرب، بينما يفضل الآخرون المشي وعينهم على أمواج البحر التي ترتطم على الشاطئ بشكل انسيابي تزيد المكان بهاء .

ولا يمل رواد كورنيش مرقالة من التواجد بهذا الفضاء الممتع خلال شهر رمضان أو على طول فصول السنة بدون استثناء، فالكل يجد مبتغاه في هذا المتنفس الذي يعد من المشاريع السياحية والحضرية المهيكلة، التي أنجزت في إطار مشاريع التهيئة لطنجة الكبرى، خاصة وأن هذا المسار السياحي يوفر ظروف الأمن والسلامة اللازمين.

 

و.م.ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى