“مول الصفقات” ودوره في اشعال الفتنة السياسية في طنجة

متابعة – هيئة التحرير

لا يخفى على المتتبع والمدرك (العَايقْ) باللعبة السياسية بمدينة طنجة، أن ما تعيشه المجالس المنتخبة بالمدينة من تشنج وتمرد وتصدع بين الأحزاب والمنتخبين تتداخل فيه مجموعة من الأسباب والعوامل، أبرزها الكائنات المنتخبة الجديدة التي أفرزتها صناديق القاسم الإنتخابي في استخقاقات 8 شتنبر 2021، اضافة الى محاولة كل حزب استعراض قوته وسيطرته على المشهد السياسي بالمدينة وهو أمر محمود ومقبول شريطة أن لا ينعكس سلبا على سيرورة المرافق العمومية الحيوية ولا يضرّ بالصالح العام.

ولكن غير المقبول، هو أن تكون جهة ما أو شخصيات بعينها هي من تقف وراء ما يقع في كواليس دورة مجلس جماعة طنجة ومقاطعة بني مكادة، وتشعل الفتنة بين كل المكونات لغاية في نفس هذه الجهة ومصالح أصحابها.

مصادر متطابقة وجد عليمة كشفت في حديث مع مٌباشر، أن أصابع الإتهام تشير الى دينامو هذه الفتنة، ويتعلق الأمر بصاحب مقاولة للبناء والأشغال العمومية قريب من دوائر القرار، وله يد فيما يقع من الحرب السياسية الطاحنة التي يقودها من تحت الطاولة لإسقاط العمدة ورؤساء بعض المقاطعات من أجل نسف التحالف الحزبي، واعادة الخلطة السياسية خِدمةً لأجندة مجهولة لا يعلمها سوى المقاول وصاحبه البرلماني.

المقاول الذي يُطلق عليه لقب “مول الصفقات” لظفره بأغلب صفقات الأشغال العمومية التي تطلقها جماعة طنجة ومقاطعاتها الأربعة (سنعود الى هذا الموضوع لاحقا)، ساهم بشكل كبير في تقويض العلاقة بين أحزاب التحالف، ولِكفائته الكبيرة وإتقانه الشديد في نقل ما يدور في المجالس التي يحضرها عاملا بمبدأ المجالس ليست أمانات، -ينقلها- الى المجالس الأخرى مع إضافة توابل الخِسّة والرذالة ليبلغ مُبتغاه ويُنفذ المهمة بأكمل وجه.

المثير في “مول الصفقات”، أن بعض الساسة في المدينة صاروا يلجئون إليه، كما يلجأ المريدين الى شيخ الزاوية، للتزود بالتعليمات والخْبيرات التي يدّعي مول الصفقات” أنه يتلقاها من جهات عليا، فتارة يتكلم بإسم مؤسسة الولاية وتارة يتكلم بإسم الأجهزة، وبما أن سياسيي ومنتخبي المدينة بطونهم كلها لا عجينة فيها!!، ينفذون تعليماته بالحرف.

الخطير في الموضوع، أن “مول الصفقات” لا يقتصر على الكذب والبهتان على المسؤولين والمنتخبين، بل يقوم بإيصال معلومات مغلوطة وقصص مفبركة للمسؤولين، قصد الإيقاع ببعض الشخصيات والمسؤولين في قطاعات مختلفة، وتهييج غضب الجهات العليا عليها، بمعنى أوضح، صاحبنا يقوم بحرب الوكالة لتصفية حسابات أصدقاءه ومقربيه الذين تربطهم معه مصالح تجارية ومالية.

إن ما يروج في الصالونات السياسية من إشاعات وأخبار مغلوطة، تقوم بترويجها شبكة تضم هذا المقاول وسياسي ومهندس وموظف نافذ، بُغية تنفيذ مُخطّط يخدم مصالحهم بالدرجة الأولى.

 

الجزء الأول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى