بيدرو سانشيز يعود الى البيت الاشتراكي وحل النزاع الدبلوماسي مع المغرب ضمن أولوياته

بقلم – أيمن الزوبير –

لم يكن متوقعا أن يعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتشيث، عن تعديل في إدارته بهذه السرعة، فالتسريبات القادمة من قصر الرئاسة كانت تتحدث عن احتمال تغيير بعض الوزراء بعد العطلة الصيفية. فرضية تلاشت في حرارة العاشر من يونيو عندما سارعت معظم وسائل الإعلام إلى نشر معطيات تتحدث عن تغيير وزاري جذري وعميق.

يؤكد ذلك استغناء رئيس الحكومة الإسبانية عن من كان إلى غاية اليوم ذراعه اليمني، الشاب القادم من إقليم نافارا إيفان ريدوندو، مهندس فوزه في الانتخابات السابقة والصوت النافذ الذي كان يهمس في أذن الرئيس وعشرات وسائل الإعلام والصحفيين الذين كانوا أبواقه. إبعادٌ يوحي بأن طريق التكنوقراط قصير ولم يحقق ما خاله بيدرو سانتشيث خيارا براغماتيا سيعزز حظوظه لتجديد ثقة الإسبان في إدارته.

أما وقد انقطع حبل الود بينه وبين مستشاره السابق، فلم يبق له سوى العودة إلى رجالات شارع “فيرّاث”، حيث يوجد مقر الحزب الاشتراكي الحاكم. من هذا المقر استعاد بيدرو سانتشيث القيادي الاشتراكي أوسكار لوبيث، الذي سطع نجمه إبان حكم رئيس الحكومة الأسبق خوسيه لويس ردريغيث ثاباتيرو، في إشارة واضحة إلى أن المرحلة المقبلة تقتضي حضورا وازنا بألوان الحزب الاشتراكي الحمراء ودور السياسة في معالجة الملفات المقبلة. رهان جعله يجري تغييرات في عدة وزارات بمنح حقائبها إلى رفاق “حزب الوردة”.

وإن كانت أبواق الإعلام الإسباني سلطت كل طاقتها على التغييرات المفروضة في وزارة شؤون الرئاسة، فقد كانت لافتة إقالة وزيرة الخارجية السابقة أرانتشا غونثالث لايا، التي غادرت المنصب بعد واحدة من أسوأ الأزمات السياسية بين المغرب وإسبانيا، وهو الإرث الثقيل الذي سيتعين على ابن حي “أوسيرا” الشعبي بمدريد، خوسيه مانويل ألباريث، تفكيك ألغامه. مهمةٌ عسيرة لكنها لا تبدو مستحيلة بالنسبة لدبلوماسي محنك جمع بين الخبرة التي تلقاها في مناصبه الدبلوماسية المختلفة وقربه من الحزب الاشتراكي ورئيس الحكومة الذي كان يقرأ تقاريره عن السياسة الخارجية بنهم منقطع النظير.

بيدرو سانتشيث يعود إلى البيت الاشتراكي، وفي أولوياته العاجلة حل النزاع الدبلوماسي مع المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى