قصة المنتخب الوطني مع “التقواس”

متابعة – عمر أحمو

ليست هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها المنتخب الوطني ضحية “للتقواس” أو بعبارة أخرى ضحية ما بعد الصيحة، فبعد الأداء الذي قدمه في كأس العالم بقطر، أصبح المنتظر منه أن يتزعم إفريقيا لسنوات ضوئية في الملاحم الكروية، ولكنه في وديته مع الرأس الأخضر زرع بذور الشك في نفوس المغاربة، وجعل حلم الظفر بكأس إفريقيا تغشوه ضبابية وعتمة.

في مباراته الأخيرة مع الرأس الأخضر والتي انتهت بتعادل سلبي، أبان المنتخب الوطني عن مستوى أقل ما يمكن أن نقول عنه أنه سيئ، .. قبل سنوات كان من الممكن أن يرضى الجمهور بمثل هذا التعادل، ولكن ليس بعد أن كشرت عن أنيابك في كأس العالم، وتلاعبت بأوروبا شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، وراقصت منتخب السيليساو على أنغام رقصة السامبا، ووقفت سدا منيعا أمام هيجان الإسبان والبرتغال، .. مع كامل الأسف لا يمكن أن نتراجع إلى الخلف بعد كل هذا ولا يحق لك في استراحة محارب لأن الحرب بدأت للتو.

التحدي لا يكمن في تقديم أداء جيد، بل جوهر المنافسة هو القدرة على الاستمرارية لأطول وقت ممكن، كما فعلت كرواتيا مثلا، فما معنى منح بصيص أمل طال غيابه، ثم العودة للفتور، لا يصح أن تزعزع العالم بصيحتك ثم تعود إلى قلعتك بدون لقب يذكر، قد يتذكر الناس توهجك لسنوات، ولكن الإنسان بطبعه يفقد الذاكرة، لذا فلا بد من شيء ملموس يذكر الجمهور والخصوم بك.

نعلم أن مواجهات كأس إفريقيا مختلفة تماما عن مواجهات كأس العالم ولكن تظل كرة القدم هي كرة القدم 11 لاعبا في مواجهة 11 لاعبا، الكل يسمح له بضرب الكرة، والتسديد، والمراوغة، لا أحد يحصل على معاملة خاصة على حساب الآخر، هذه أعدل لعبة، الحظ فيها بالكاد يرى بالعين المجردة، بذل الجهد واللعب الجيد كفيلان بأن يجعلاك بطلا للمباراة أو على الأقل بطلا قدم كل ما لديه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى