إدريس لشكر.. ولاية رابعة تكرس نهاية الاتحاد الاشتراكي كحزب ديمقراطي

متابعة | ياسر الصيباري
مرة أخرى، ينجح إدريس لشكر في تمديد بقائه على رأس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد انتخابه كاتبا أولا لولاية رابعة خلال المؤتمر الوطني الثاني عشر، في مشهد لا يعكس سوى الجمود الذي بلغه الحزب وغياب أي إرادة حقيقية للتجديد أو فتح الباب أمام نخب جديدة قادرة على بعث الروح في جسد تنظيم كان ذات يوم مدرسة في النضال والفكر والسياسة.
لقد تحوّل الاتحاد الاشتراكي، الذي كان يوما صوت الفقراء والمهمشين، إلى حزب مغلق يدور في فلك زعيم واحد لا يتردد في هندسة مؤتمرات على مقاسه، وتطويع القوانين الداخلية حتى تضمن له الاستمرارية، متذرعا بحجج الوحدة والاستقرار، بينما الواقع يقول إن الحزب فقد بريقه، وفقد قاعدته الشعبية، وفقد حتى قدرته على إنتاج خطاب سياسي مؤثر.
ولاية لشكر الرابعة ليست انتصارا تنظيميا، بل هزيمة أخلاقية وسياسية لحزب كان يُفترض أن يكون حاملا لمشروع ديمقراطي قائم على التداول والمحاسبة، فكيف يمكن الحديث عن التجديد والدمقراطية الداخلية في حزب يقوده الشخص نفسه منذ أكثر من عقد، دون أن يفسح المجال أمام قيادات شابة أو تيارات فكرية بديلة؟
لقد حوّل لشكر الاتحاد إلى شركة سياسية مغلقة، يوزع فيها المناصب حسب الولاءات، ويقصي كل صوت مخالف، حتى صار الحزب هيكلا بلا روح، يعيش على تاريخه القديم وشعاراته المستهلكة، والمؤتمر الأخير لم يكن سوى محطة شكلية لإضفاء شرعية شكلية على استمرار السيطرة، وسط صمت قيادات فضلت الانحناء بدل المواجهة.
في الواقع، ما حدث ليس سوى دفن جديد لما تبقى من الاتحاد الاشتراكي كحزب تقدمي. فحين يتحول النضال إلى مهنة، والزعامة إلى غاية، والمناصب إلى وسيلة للبقاء، يصبح الحديث عن الاتحاد الاشتراكي مجرد ذكرى جميلة من زمن مضى، زمن عبد الرحيم بوعبيد واليوسفي، لا مكان له في حاضر لشكر.



