رحل “ريان” وترك الحزن يُخيّم على بيوت المغاربة

متابعة/ هيئة التحرير

عاش المغاربة ومعها الإنسانية جمعاء لحظات عصيبة منذ يوم الثلاثاء عند سقوط الطفل الشهيد “ريان أورام” في قعر بئر قرب منزله بدوار إغران بجماعة تماروت إقليم شفشاون، وكان الترقب والأمل سيد الموقف، ورفعت العيون تجاه باب السماء راجية من ربّ العزة أن يخرج ريان من قعر البئر ويعيده إلى أهله سالما معافى، ولكن قدر الله كان أكبر.

حزن عميق خيّم على بيت كل مغربي، حتى الأطفال الصغار والمولوعين بمشاهدة الرسوم المتحركة تركوا قنوات spacetoon وطيور الجنة، والتحقوا بالقنوات الناقلة بالمباشر لعملية الإنقاذ، “لم يذق أطفالي النوم وظلوا يبكون ويدعون مع ريان طيلة الأيام الماضية”، يضيف أحمد المناري في اتصال مع مٌباشر، فيما تقول موظفة بنكية “لا أستطيع النوم وأستيقظ في جوف الليل وأبكي كلما تذكرت أن ريان يقبع في قاع البئر”، ومكالمات عدة تلقيناها من أباء وأمهات يصفون نفسية أطفالهم بالمتدهورة.

صحيح أن “ريان” غادرنا بدون رِجعة ولكنه ترك في قلوبنا غصّة لن تندمل جِراحها سريعا، وسكن قلوب مئات الملايين، وكسب تعاطف ملوك ورؤساء وزعماء دول ومشاهير العالم من فنانين ورياضيين ومثقفين وسياسيين..، طفل فقير في قبيلة نائية يتطلب الوصول إليها ساعات من الزمن، تتحدث عنه جلّ وسائل الإعلام في ربوع المعمورة، علما أنّ هذا النوع من الحوادث سبق وأن وقع في عدة دول، لكن لم يصل الى حجم هذا التعاطف العربي والدولي، “ريان” حرّك الأمة العربية والإسلامية ووَحّد مشاعرها، وأجمل ما قرأت هو ما كتبه أحدهم قائلا: “جاء لهذه الدنيا ليُذكّر الأمة العربية والإسلامية بأنها أُمّة واحدة”.

رحل ريان حبيب الملايين إلى مكانٍ أفضل، إلى جنّة خلدٍ عند ملك مقتدر، ومن المرتقب أن يستقبل الملك محمد السادس والديه في القصر الملكي لتقديم واجب العزاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى