على طريقة البق في فرنسا.. البعوض يغزو مدينة العرائش!

مُباشر | حاتم الطالبي

العرائش.. سواءٌ كنت إبنا من أبنائها أو سائحا يتجول بأزقتها، ستلاحقك في كل شارع من شوارعها أو في حي من أحيائها أمواج هادرة من الأسئلة الحارقة وأنت ترى فوضى عارمة في أغلب الأحياء، فوضى نرى كمواطنين ننتمي إلى المملكة المغربية، وكصحافيين علينا أن نقوم بواجبنا في كشف أوجه انتهاك حقوق المواطن في هذه المدينة المغلوب على أمرها والتي كان جُرمها الوحيد أنها سُلمت لعمالة بدون “عامل” ولمجلس جماعي بدون “رئيس”.. كلهم من السائرين الأموات، حل محلهم البعوض!

عذاب أليم مضاعف تقاسيه ساكنة العرائش عندما تبتلى ليلا ونهارا بجيوش جياشة من “حشرة البعوض” التي انبعثت من سماد إهمال نظافة المدينة وكثرة انتشار الباعة المتجولين، وتحويل فضاءات المدينة وشوارعها إلى أسواق عشوائية دون توفر أدنى شروط السلامة، وفوق هذا فكل المحاولات لإيصال الموضوع للمسؤولين في المدينة وعلى رأسهم عامل الإقليم وكذا رئيس المجلس الجماعي تبوء بالفشل، ما يضع المسؤولين في واد وصرخات المواطنين وآلامهم في واد آخر!

وفي تفاصيل هذا الملف الذي نأمل أن تدفن أوراقه بشكل يعيد الحياة للمدينة لأنه يحز في النفس أن نرى “جوهرة المحيط” تقتل أمام أعيننا بهذه الطريقة, اشتكى عدد من سكان مدينة العرائش، خاصة القاطنين بالأحياء المحاذية للمناطق الخضراء والأسواق، من انتشار البعوض خلال الأيام الأخيرة بشكل بات يقض مضجعهم، وطالبوا المجلس الجماعي بالتدخل العاجل لمحاربة هذه الحشرة الضارة.

وخلال الزيارة التي قام بها موقع مُباشر إلى مدينة العرائش، عبر عدد من السكان عن سخطهم من انتشار البعوض بسبب تكاثر الأزبال ومخلفات أسواق القرب والباعة المتجولين وقنوات الصرف الصحي والأشجار والأراضي الخلاء المهملة، ودعوا المسؤولين إلى تخليصهم من هذا المشكل الذي بات يسبب أمراضا معدية ويهدد السلامة الصحية للساكنة خصوصا بين كبار السن والأطفال.

وصرح أحد المواطنين، أن “الناموس أصبح منتشرا بشكل لافت خلال هذه الأيام، والساكنة تعاني كل يوم من أعداد هائلة من الناموس التي تشكل مجموعات كبيرة تجوب المدينة، ما قد يتسبب في تفشي أمراض خطيرة ومعدية”.

وأضاف آخر، في تصريح ل مُباشر، أن “الانتشار الكثيف ل”الناموس” شكل مصدر إزعاج كبير للساكنة، موردا أن “نوافذ المنازل بالمدينة تبقى مغلقة رغم ارتفاع درجات الحرارة تجنبا لتسلله”.

“مجمل القول أن الفساد صناعة وله علاقة حميمية مع التخلف.. نحن من صنعناهم”، بهذه العبارة فقط يمكن أن نبرر غياب كل من عامل إقليم العرائش ورئيس المجلس الجماعي عن القيام بأدوارهم ومهامهم، فبهذا التبرير نتقاسم الإثم جميعا بسبب الصمت عن آلام المدينة وغض الطرف عن تجاوزات المسؤولين، إلا أنه في الأخير يبقى المتضرر هو المواطن دون المسؤول، فما المعنى من تشارك اللوم دون الألم؟

رئيس المجلس الجماعي بمدينة العرائش هو المطالب الأول بمعالجة مشكلة البعوض التي حولت منازل الناس لسجون مغلقة وذلك قبل أن يتفاقم الوضع الصحي في المدينة فهذا الدوس الواضح المعالم على حقوق المواطن تعبير صريح بعدم الالتزام بتوجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل قطاع الصحة في مقدمة أولويات انشغالاته، ولا يفوت مناسبة أو فرصة للحديث إلى شعبه دون التذكير بضرورة إيلاء صحة المواطنين كامل العناية والاهتمام! فأين هذا الرئيس من توجيهات الملك؟ وأين العامل في مراقبة مدينته؟

وعلى ذكر رئيس المجلس الجماعي فقد سبق وطالبت الساكنة المحلية المجلس الجماعي والسلطة الإقليمية بـ “جوهرة المحيط” برش المبيدات بشكل مستمر للقضاء على البعوض، لضمان راحة الساكنة وتوفير جو ملائم للسياح الراغبين في زيارة المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى