مئات المتسولين والمتشردين يجوبون طنجة في غياب أي تدخل للسلطة
بقلم / أنس طبزوز
يبدو أن صورة طنجة التي تحاول السلطات المحلية والمنتخبة تسويقها وطنيا وخارج الحدود، أصبحت رهينة بالقضاء على ظاهرة التسول التي باتت تقلق ساكنة طنجة وزوارها من الأجانب، بحيث تنتشر العشرات من النساء المنقبات اللائي يحترفن مهنة التسول بمعية أطفالهم الصغار والرضع احيانا، من أجل جلب استعطاف الناس، وفي صورة مقززة يفترشن الأرض على طول الكورنيش، بعد اقتسامهن للأماكن المتفق عليها بالقرب من المقاهي الفاخرة والفنادق المصنفة، والشوارع التي تعرف رواجا تجاريا.
والأغرب هو غياب اي تدخل للسلطات من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي بوأت المغرب من التربع على عرش الدول العربية التي تعرف أكبر عدد من المتسولين، حيث كشف كشف تقرير تلفزيوني لقناة “العربي” أن المغرب يتقدم الدول العربية في عدد المتسولين حيث بلغوا حسب ذات المصدر 195 ألف فيما جاء مصر ثانية بـ41 ألف متسول فالجزائر بـ11 ألف متسول.
وللإشارة، فإن أغلب الأسر التي تمتهن التسول تنحدر من مدن بعيدة أو قروية، ويكترين بيوتا ب1000 درهم في الشهر في أحياء شعبية، وللتذكير فإن مهنة التسول تدر على اصحابها المال الوفير، وبعضهم يمتلك منازل وبقع ارضية، وأسّر بعضهم للموقع : “كل نهار ونهارو مرة 300 درهم أكثر أو أقل..وفي الصيف كتكون الحركة مروجة!..”
وما زاد الطينة بلّة، هو المئات من المتشردين الذين يطوفون شوارع المدينة بملابسهم الممزقة، أغلبهم من المدمنين على الهيروين والسليسيون، الذين يشكلون مصدر قلق للمواطنين والسياح حيث تتم مضايقتهم بشكل استفزازي عند اشارات المرور، ويكفي أن تزور قطعة أرضية خالية وراء فندق سولازور، لتقف على هول المشهد، أكواخ بلاستيكية وعشرات الأطفال يستنشقون مادة “السلسيون” و”الدلوان”، منتشرين بشكل استعراضي على الطريق!.
لماذا تم تغييب ظاهرة التسول والمتشردين من مشاريع طنجة الكبرى، هل توجد حقا في طنجة مراكز ايواء خاصة بالمتشردين، هل هناك فرق خاصة لمحاربة المتسولين، لماذا لا تتحرك السلطة المحلية بحملات تمشيطية روتينية بدل من الاقتصار عليها فقط في الزيارات الملكية !؟