طنجة تنتظر تأهيل سوق كاسابارطا وسط غموض التأخير واستعدادات المونديال

متابعة | هيئة التحرير

رغم الحديث المتواصل منذ سنوات عن إعادة تأهيل سوق كاسابارطا بطنجة، ما يزال المشروع حبيس الوعود والمخططات غير المنجزة، دون أن تلوح في الأفق أي مؤشرات على انطلاق الأشغال، ويشكل هذا التأخر مصدر قلق كبير لدى ساكنة المدينة، خصوصا مع اقتراب احتضان المملكة لمنافسات كأس العالم، وما يفرضه ذلك من ضرورة تأهيل البنية التحتية والأسواق والمرافق السياحية.

سوق كاسابارطا، الذي يمتد على مساحة تفوق 10 هكتارات ويضم أكثر من 4100 محل تجاري، يعتبر من أبرز معالم التجارة الشعبية في طنجة، ويحظى بصيت واسع على المستويين الوطني والدولي، وقد تم سابقا تقديم مشروع طموح لتأهيله يشمل بناء مرآب تحت أرضي يسع لأزيد من 2000 سيارة، وإحداث مطاعم ومقاهٍ ومرافق ترفيهية فوق السطح، إلى جانب إعادة تنظيم الفضاءات التجارية، مع تخصيص ميزانية هامة تناهز 50 مليار سنتيم، في مشروع يتوقع أن يستغرق تنفيذه أربع سنوات على الأقل.

ورغم أهمية المشروع، سواء من حيث القيمة الاقتصادية أو الرمزية، إلا أن بطء الإجراءات وتأخر إخراجه للوجود يطرحان أكثر من علامة استفهام حول مدى جدية الجهات المختصة في تنزيل هذا الورش، خاصة وأن المدينة تفتقر لفضاءات تجارية وترفيهية مؤهلة قادرة على استيعاب الزوار والسياح، ناهيك عن الجماهير المرتقبة خلال فترة المونديال.

ويُنظر إلى سوق كاسابارطا كمشروع بإمكانه أن يتحول إلى معلمة سياحية وتجارية تضاهي “سوق واقف” بقطر، بالنظر إلى تاريخه، موقعه، وحيويته، إلا أن واقع الحال يكشف عن تأخر كبير في الرؤية والتخطيط والتنفيذ، وهو ما يُساءل السلطات المنتخبة والمصالح المعنية عن أسباب هذا الجمود، ويجعل من الملف اختبارا حقيقيا لمدى جاهزية طنجة لركوب قطار التنمية الذي تفرضه رهانات الاستحقاقات المقبلة.

وفي انتظار أن تتحرك عجلة المشروع، يبقى الأمل معلقا في أن تتحول كاسابارطا من مجرد سوق شعبي إلى نقطة جذب سياحي وتجاري، تعكس صورة طنجة العالمية وتستجيب لتطلعات الساكنة وانتظارات الزوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى